رغم التعليمات الملكية الواضحة والصارمة بدعم المتضررين من زلزال الحوز، إلا أن المسؤولين، بنظر عدد من المتضررين، لم يلتزموا بتطبيق هذه التوجيهات بالشكل المطلوب، مما ترك العديد من السكان يعيشون في ظروف قاسية وغير إنسانية. و منذ الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز، ما زال عدد كبير من المتضررين يعيشون في الخيام، محرومين من السكن اللائق الذي يحفظ كرامتهم، رغم أن جلالة الملك محمد السادس قد أعطى تعليماته للحكومة بتوفير حلول سريعة وملائمة.
فخلال جلسة العمل التي عقدها صاحب الجلالة يوم الأربعاء 20 شتنبر 2023، دعا الملك الحكومة إلى تنزيل رؤية شاملة لإعادة تأهيل المناطق المتضررة، مع التركيز على دعم الساكنة المتضررة وإيجاد حلول مستدامة لمشاكلهم. كما شدد جلالته على ضرورة الاستماع الدائم إلى السكان المحليين وتقديم حلول تحترم طبيعة المنطقة وتراثها الفريد وتقاليدها.
ورغم هذه التوجيهات الملكية الصريحة، تستمر المعاناة على أرض الواقع. و قد عبر العديد من المتضررين عن استيائهم في عدة مناسبات، من خلال تنظيم احتجاجات للمطالبة بحلول فعلية، بعدما فقدوا الأمل في وعود المسؤولين. و أضحوا يعيشون في ظروف غير لائقة في الخيام، دون أن تلوح في الأفق أي خطة عملية لإعادة الإسكان أو تقديم بدائل سريعة.
التباطؤ في تنفيذ التعليمات الملكية، وعدم اعتماد حكامة نموذجية تقوم على السرعة والفعالية والدقة كما دعا جلالة الملك، جعل الساكنة تشعر بالتهميش والإهمال. رغم أن هؤلاء المتضررون يستحقون العيش في منازل تحفظ كرامتهم ومكانتهم كمواطنين في مغرب الملك محمد السادس.
و كان جلالة الملك قد أكد في توجيهاته الأخيرة على أهمية اعتماد حكامة تنموية نموذجية، يكون أساسها الفعالية والدقة والنتائج المقنعة. وبدون الاستجابة لهذه التعليمات، سيظل برنامج إعادة البناء مجرد وعود، وستظل مشاكل السكان قائمة دون حلول جذرية. و المطلوب اليوم هو الالتزام الفعلي من قبل المسؤولين بتعليمات الملك وإيجاد حلول فورية تحفظ كرامة المتضررين، وتضمن لهم العيش الكريم في إطار مغرب يسعى دائمًا لتحقيق التنمية المتوازنة والمندمجة.
تعليقات
إرسال تعليق