قرر المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة تجميد عضوية صلاح الدين أبو الغالي من القيادة الجماعية التي شكلها الحزب في فبراير الماضي، والتي كانت مكلفة بإدارة شؤون الحزب خلال مرحلة حساسة. وكان أبو الغالي يشغل منصبًا في القيادة الثلاثية إلى جانب فاطمة الزهراء المنصوري، التي تولت منصب المنسقة الوطنية، والمهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة. هذه القيادة كانت تهدف إلى إدارة الحزب بشكل جماعي وتوجيهه نحو الاستقرار السياسي والتواصل مع القاعدة الشعبية.
إلا أن تجميد عضوية أبو الغالي يعكس توجهًا داخل الحزب نحو إعادة النظر في تركيبة القيادة الحالية، خاصة في ظل النقاشات الداخلية حول مدى أهلية بعض الأعضاء للاستمرار في المناصب القيادية. وقد ظهرت عدة انتقادات لوجود أبو الغالي في القيادة، حيث رأى البعض أن دوره لم يكن مناسبًا لهذه المرحلة الحساسة، خاصة مع التحديات الكبيرة التي تواجه الحزب سواء على مستوى الهيكلة التنظيمية أو في العلاقات مع القاعدة الشعبية.
في هذا السياق، يعتبر العديد من أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة أن البديل الأمثل لأبو الغالي هو سمير كودار، عضو المكتب السياسي للحزب. يحظى كودار بإجماع واسع داخل الحزب، سواء على مستوى القاعدة الشعبية أو القيادة. ويعود ذلك إلى قدرته الكبيرة على التواصل مع مختلف الأطراف وإيجاد الحلول للإشكالات التي تواجه الحزب. كما يتمتع كودار بمهارات تنظيمية قوية تساعده على تقوية الروابط الحزبية وضمان التماسك الداخلي.
سمير كودار، الذي يتمتع بسمعة جيدة في الأوساط الحزبية، كان له دور فعال في توجيه الحزب نحو الاستقرار، خاصة في الفترات التي شهد فيها الحزب بعض التوترات الداخلية. وبفضل شخصيته الدبلوماسية وقدرته على حل النزاعات، أصبح شخصية محورية يتم التعويل عليها لتحقيق التوازن في الحزب وتعزيز حضوره السياسي.
ومع تزايد الدعوات لتعزيز الدور القيادي لكودار، يبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة يتجه نحو مرحلة جديدة من إعادة الهيكلة، يسعى الحزب خلالها للاستفادة من خبرات القيادات الشابة القادرة على تعزيز الروابط الحزبية والتواصل بفعالية مع الأعضاء، في محاولة لتجاوز التحديات الحالية ودفع الحزب نحو تحقيق أهدافه السياسية والتنظيمية بشكل أكثر استقرارا وفعالية.
تعليقات
إرسال تعليق