بينما كان أبو الغالي يتصرف وكأنه في سوق عقاري، جاء سمير كودا رئيس قطب التنظيم في حزب الأصالة والمعاصرة ليُعرّي كل الألاعيب التي حاول أبو الغالي تنفيذها. كودار، الذي يمثل الجناح العقلاني داخل الحزب، لم يتوانَ عن توضيح أن تجميد عضوية أبو الغالي لم يكن نتيجة لمؤامرة ضدّه، بل كان نتيجة لمشاكل أخلاقية وتجارية واضحة. بدلاً من الانجرار وراء دراما أبو الغالي المبالغ فيها، قدم كودار الأدلة والحقائق التي تكشف أن أبو الغالي كان مجرد ضحية لتصرفاته الشخصية، وليس لأية مؤامرات حزبية.
وبينما حاول أبو الغالي تقديم نفسه كضحية مظلومة في سيناريو مليء بالاتهامات والتهديدات، كان كودار في موقفه كالمشرف الذي يضع النقاط على الحروف، مؤكدا بوضوح أن الحزب ليس ساحة لتبادل الصفقات التجارية، وأن ما يحدث هو نتيجة لمخالفات واضحة لا مكان لها في أي حزب سياسي جاد. فهو لم يكتفِ بالنفي البسيط لمزاعم أبو الغالي، بل قدم تحليلًا منطقيًا وسلسًا يظهر كيف أن تلك المزاعم ليست سوى محاولة يائسة للتهرب من الحقيقة.
وبينما كانت محاولات أبو الغالي للظهور كضحية تتهاوى تحت ضغط الحقائق، ظل كودار ثابتًا في موقفه، معززًا من موقف الحزب ككل. في خضم هذه الفوضى، أظهر كودار كيف أن الحزب يحتاج إلى قادة حقيقيين يتسمون بالنزاهة والشفافية، وليس إلى شخصيات تسعى لتسويق نفسها على حساب المبادئ.
ورغم جميع محاولات أبو الغالي لجعل نفسه بطلًا في مسرحية مليئة بالأزمات، فإن الحقيقة هي أن سمير كودار قد أثبت بوضوح أن القصة الحقيقية تتعلق ببسيناريو منفعة يتجاوز كل الدراما التي حاول أبو الغالي افتعالها. وكما أثبت كودار، فإن السياسة تحتاج إلى القيادة التي تتجاوز الألاعيب وتعمل بجد من أجل المصلحة العامة، وليس إلى الأشخاص الذين يحاولون استغلالها لمصالحهم الشخصية.
تعليقات
إرسال تعليق