هل هي استراتيجية حكومية جديدة؟ ربما. يبدو أن أخنوش وفريقه اكتشفوا أن الحل لكل مشكلات البلد يكمن في جرعة مكثفة من الرقص والمرح. فبدلاً من الشروع في تقديم خطط اقتصادية جادة أو الاستجابة للمطالب العادلة للشباب العاطلين عن العمل، قررت شبيبة التجمع الوطني للأحرار أن تتحول إلى نجوم "ستار أكاديمي السياسة"، حيث يتدربون على خطوات جديدة في فن الرقص السياسي.
وعلى إيقاع "أنا مهبول أنا"!، راح المشاركون في جامعة الشبيبة التجمعية المنضوية تحت لواء حزب التجمع الوطني للأحرار يتمايلون في حلبة الرقص وكأنهم قد وجدوا الحل السحري لأزمات الوطن. وكأنهم يقولون للمغاربة: "لماذا تبحثون عن العمل؟ لماذا تشتكون من الغلاء؟! تعالوا وارقصوا معنا، فالحكومة تقدم لكم موسيقى الهروب من الواقع!".
وفي حين كانت الفيضانات تضرب الجنوب المغربي وتغرق القرى والمنازل، كان شباب الشبيبة التجمعية يغرقون في بحر من الألحان. وفي وقت ينتظر المتضررون من الحكومة التحرك الفوري، كان أعضاء الحزب مشغولون بالتناغم مع أنغام موسيقى الحفلات. وكأن الحكومة قد قررت بالفعل أن تدير البلاد من خلال حفلات راقصة! فيرد المواطن المنكوب: "يا حكومة، بيوتُنا تغرق!"، فتجيبهم الحكومة بكل برود: "لا تقلقوا، لدينا أغنية رائعة لتحسين المزاج!".
ليس غريبًا أن يتحول هذا المشهد إلى "ردة سياسية" كما وصفه الكثيرون. بدل أن تتصدى الحكومة لموجة الأزمات والمشاكل، اختارت أن تتراقص على موجة الأغاني. وكأننا نشهد ميلاد نوع جديد من "التفاعل السياسي"، حيث يتم مواجهة الأزمات بالرقص بدل الحلول.
في النهاية، يبدو أن حكومة أخنوش وشبيبته قد تبنوا مقولة: "إذا لم تجد حلًا، ارقص!". فهنيئًا لنا بهذا الأسلوب الحكومي الفريد، وربما في المرة القادمة سنشهد اجتماعًا حكوميًا كاملاً يُعقد في حلبة للرقص، حيث تتم مناقشة الموازنة السنوية على إيقاع أغنية أخرى..
تعليقات
إرسال تعليق