التخطي إلى المحتوى الرئيسي

صلاح الدين أبو الغالي.. تناقضات مفضوحة وتلاعب بالحقائق في مواجهة قرار تجميد العضوية


جاء قرار المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة بتجميد عضوية صلاح الدين أبو الغالي كنتيجة منطقية لتطورات الأوضاع والشكايات التي وُجهت ضده. لكن ما يلفت الانتباه هو أن أبو الغالي، بدلاً من مواجهة الأمور بشفافية وموضوعية، لجأ إلى تقديم بلاغين مليئين بالتناقضات والاتهامات التي تفتقر إلى الأدلة.

البلاغ الأول: تبرير مبهم واتهامات عامة

في بلاغه الأول، حاول أبو الغالي تقديم نفسه كضحية لمؤامرة، متهمًا القيادة الجماعية للحزب بـ "الاستغلال السياسي" و"التحكم" في سير الأمور. مشيرا إلى أن القرارات المتعلقة بتجميد عضويته جاءت بناءً على شكايات مبهمة لم يقدم تفاصيل واضحة عنها. ورغم اعترافه بأن القضية تجارية بحتة تتعلق بشقيقه، حاول تصوير القرار كأنه ناتج عن تصفية حسابات سياسية لا علاقة لها بالواقع.

لكن البلاغ الأول لم يقدم سوى سرد عائم دون تقديم أي أدلة ملموسة تدعم ادعاءاته. وبدلاً من تقديم حجج قوية تدحض الشكايات المقدمة ضده، اختار أبو الغالي تكرار الاتهامات العامة ورفض معالجة القضية بشكل مباشر.


البلاغ الثاني: تضارب في المعلومات وتجاوزات قانونية

في البلاغ الثاني، الذي صدر بعد يوم من الأول، اتخذ أبو الغالي نبرة أكثر حدة، متهما الحزب بـ "المهازل" و"الفضائح". ومع ذلك، فإن البلاغ الثاني يعاني من عدة تناقضات خطيرة، يمكن إختصارها في ما يلي:

أولا: يكرر أبو الغالي أن الشكايات التي قُدمت ضده لا تتعلق بالأمور العامة بل بمشكلات تجارية تخص شقيقه، ويعتبر أن الشكايات لم تُقدّم إلى السلطات القانونية المختصة. لكن هذا التبرير يتجاهل حقيقة أن المكتب السياسي تلقى الشكايات من مصادر متعددة، وأنها تتعلق بشبهات فساد يمكن أن تؤثر على سمعة الحزب.

ثانيا: يتحدث أبو الغالي عن "تصفية الحسابات" ويشير إلى أن القرار جاء تحت ضغوط سياسية. لكن هذه الرواية تتناقض مع تصريحات أعضاء المكتب السياسي الذين أكدوا أن القرار تم بناءً على مراجعة دقيقة للشكايات وبموافقة جماعية بعد تحقيقات أولية.

ثالثا: في البلاغ الثاني، يتناول أبو الغالي ميثاق الأخلاقيات للحزب، مُشيرًا إلى أن القرار يتعارض مع بنود هذا الميثاق. لكن الحقيقة أن ميثاق الأخلاقيات يسمح للمكتب السياسي باتخاذ مثل هذه القرارات بناءً على توجيه من لجنة الأخلاقيات، وهو ما تم فعلاً، مقابل محاولة فاضحة من أبو الغالي لاستخدام مفهوم الأخلاقيات بسوء نية تخدم مصلحته الخاصة.

و من الواضح أن بلاغي صلاح الدين أبو الغالي يعانيان من ضعف في تقديم الحقائق وتناقضات كبيرة. فبدلاً من تقديم دليل ملموس يدعم براءته، اختار أبو الغالي الهجوم على زملائه في الحزب وتقديم روايات متضاربة تهدف إلى تشويه صورة الحزب وتشتيت الانتباه عن القضية الحقيقية.

 في الختام، لا يسعنا القول إلا إن قرار تجميد عضوية صلاح الذين أبو الغالي لم يكن وليد الصدفة، بل جاء بعد تقييم دقيق للشكايات التي وُجهت ضده. كما كان واضحا للغاية افتقاره إلى الشجاعة لمواجهة التهم بشكل صريح وموضوعي، و لعدم قدرته على ذلك، لجأ إلى تشويه سمعة الحزب وقيادته. و الأكيد، أن حزب الأصالة و المعاصرة لن يتهاون مع أي تصرف يمس بمبادئه وقيمه، وسيظل ملتزمًا بمبادئ الشفافية والنزاهة، بغض النظر عن محاولات بعض من يعتبرون أنفسهم فوق القانون، الهروب من المساءلة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اعتقال مطلقة من تحناوت بتهمة النصب على خليجي

أوقفت مصالح الدرك الملكي، مؤخرا، سيدة مطلقة تنحدر من بلدية تحناوت بإقليم الحوز، للاشتباه في تورطها في قضية تتعلق بالنصب والاحتيال على مواطن خليجي. وبحسب مصادر مطلعة، جاء توقيف المعنية بالأمر عقب تحريات دقيقة باشرتها الأجهزة الأمنية المختصة، ليتم تقديمها أمام النيابة العامة التي أمرت بإيداعها السجن المحلي لوداية رهن الاعتقال الاحتياطي، في انتظار تعميق البحث القضائي حول التهم الموجهة إليها.

عمالة إقليم الحوز تشرع في تنفيذ توجيهات الداخلية لضبط استغلال الآليات الجماعية

باشرت عمالة إقليم الحوز، شأنها شأن باقي عمالات المملكة، تنزيل التوجيهات الصارمة التي عمّمتها وزارة الداخلية على الولاة والعمال، والتي تلزم رؤساء المجالس الإقليمية والجماعية بضبط استعمال سيارات الإسعاف وحافلات النقل المدرسي والآليات الجماعية المختلفة، مع حصر استخدامها في الأغراض المخصصة لها. التوجيهات الجديدة شدّدت، وفق مصادر مطلعة، على ضرورة وسم جميع الآليات الجماعية بشعارات وهويات الجهات المستغلة، بما يتيح تتبع حركتها وضمان عدم تسخيرها خارج الإطار القانوني. ويأتي هذا التحرك بعد تقارير إقليمية حذّرت من استغلال وسائل نقل جماعية مملوكة لمجالس وجماعات في حملات انتخابية سابقة لأوانها، وهو ما دفع وزارة الداخلية إلى تكثيف الرقابة واعتماد إجراءات أكثر صرامة. كما شملت التوجيهات مراقبة الآليات الممنوحة من المجالس الإقليمية إلى الجماعات والتي يتم تدبيرها من طرف جمعيات محلية، بعد رصد تجاوزات تتعلق باستعمال حافلات النقل المدرسي لأغراض خاصة، منها تنظيم رحلات سياحية وترفيهية مدفوعة الأجر، فضلاً عن وجود شبهات باستغلال المال العام لتصفية حسابات سياسية. وأكدت مصادر مطلعة أن توجيهات وزير الداخلية عبد ال...

توقيف "شيخ" بقيادة أوريكة بسبب البناء العشوائي

  أقدمت السلطات الإقليمية بالحوز، مؤخرا، على توقيف عون سلطة برتبة "شيخ" بقيادة أوريكة، بعد الاشتباه في تورطه بالتغاضي عن أنشطة مرتبطة بالبناء العشوائي، وذلك في إطار حملة صارمة تهدف إلى وضع حد للفوضى العمرانية ومحاسبة كل من يخلّ بمهامه الإدارية. ويأتي هذا القرار ليؤكد عزم السلطات على فرض هيبة القانون وردع كل التجاوزات. ويرى متابعون أن توقيف الشيخ رسالة واضحة بأن المسؤولية الإدارية تستوجب الالتزام الصارم بالقوانين والأنظمة، وأن الحزم في مواجهة الفساد أصبح خياراً لا رجعة فيه. كما يعكس هذا الإجراء إرادة السلطات في حماية المصلحة العامة وترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة داخل مختلف أجهزة الإدارة الترابية.

إقليم الحوز يستعد لإطلاق مشاريع رياضية نوعية

 أكد محمد رزوقي، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم الحوز، أن الإقليم يستعد لإطلاق مشاريع رياضية نوعية خلال الأسابيع المقبلة، في إطار استراتيجية الوزارة للنهوض بالبنية التحتية الرياضية. وأوضح رزوقي، خلال لقاء إقليمي حول الدخول المدرسي الجديد عقد الأربعاء، أن مدينة أمزميز ستحتضن أول ملعب كبير في الإقليم، بكلفة إجمالية تقارب 5 ملايين درهم، إضافة إلى تهيئة عدد من المنشآت الأخرى مثل مركز أوكايمدن للرياضات الجبلية ومسبح تمصلوحت. كما كشف المسؤول أن مشاريع إعادة التهيئة ستشمل ملعبي آيت أورير وأسني، بهدف توفير فضاءات رياضية آمنة وعصرية لفائدة شباب المنطقة. وأشاد بالدور الذي يقوم به مختلف المتدخلين لدعم هذه المشاريع، مؤكداً أن هذه المبادرات تعكس الأهمية التي توليها الوزارة لقطاع الرياضة باعتباره رافعة للتنمية المحلية.

البرلماني إدموسى يثمن قرار تعليق حملة مراقبة الدراجات النارية ويطالب بمهلة كافية

ثمّن محمد ادموسى، برلماني حزب الإستقلال بإقليم الحوز، قرار رئيس الحكومة بتعليق العمل مؤقتًا بدورية الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية المتعلقة بمراقبة الدراجات النارية. واعتبر ادموسى هذا القرار تفاعلاً إيجابياً وسريعاً مع تداعياته الاجتماعية والاقتصادية المحتملة، داعياً إلى ضرورة منح مهلة زمنية كافية لأصحاب الدراجات لتسوية وضعيتهم القانونية. وأوضح ادموسى، في تصريحه، أن الإجراءات التي كانت تعتمدها الوكالة، والتي تركز على السرعة القصوى كمعيار وحيد لتصنيف الدراجات “المعدلة”، تعتبر غير كافية ولا تعكس حقيقة معايير السلامة الطرقية. وأكد أن المسألة لا تتعلق فقط بسرعة المحرك، بل بمدى احترام عناصر أخرى أكثر أهمية مثل جودة الفرامل ووزن الدراجة وبنيتها التقنية. كما أشار إلى أن العديد من الدراجات النارية في السوق الوطنية خضعت لتعديلات سابقة دون علم من المشتري، ما يجعله الضحية الأولى لغياب الرقابة القبلية. وحذر البرلماني من أن التطبيق الصارم لهذه القرارات قد يحرم أزيد من مليون مواطن من وسيلة تنقل أساسية، خاصة في المناطق القروية والمدن الصغيرة كإقليم الحوز الذي يتميز بوعورة تضاريسه. وطالب محمد ادموسى ...