استغلال سياسي أم تضامن فعلي؟ انتقادات حادة توجه إلى حزب العدالة والتنمية بعد لقائه بمتضرري زلزال الحوز
في سياق تتبع تداعيات زلزال الحوز الذي خلف خسائر بشرية ومادية جسيمة، استقبل عبد الله بووانو، رئيس مجموعة العدالة والتنمية بمجلس النواب، وفداً من التنسيقية الوطنية للمتضررين من الزلزال يوم 21 يوليوز 2025، في محاولة لإظهار دعم الحزب للضحايا ومتابعة ملفات الدعم المالي وإعادة الإعمار. رغم ذلك، أثار هذا اللقاء جدلاً واسعاً وانتقادات من طرف العديد من المواطنين والناشطين، الذين شككوا في نوايا الحزب، معتبرين أن اللقاء جاء في توقيت سياسي حرج وقريب من الاستحقاقات الانتخابية.
المتضررون عبّروا عن استيائهم من الأرقام الرسمية التي أصدرتها الحكومة الحالية، التي يقودها حزب التجمع الوطني للأحرار، واصفين إياها بـ"غير الدقيقة" و"المضللة"، خصوصاً عدد الخيام المتبقية التي أعلن عنها، والتي لا تعكس الواقع على الأرض. كما أشاروا إلى وجود خروقات وتجاوزات في توزيع التعويضات، تسبب في إقصاء عدد كبير من الأسر التي ما زالت تعاني. وفي الوقت الذي يطالب فيه المتضررون بالشفافية والعدالة، يتهم البعض حزب العدالة والتنمية بمحاولة استغلال معاناة هؤلاء لأهداف سياسية، من خلال الترويج للقاءات إعلامية، دون تقديم حلول فعلية ومستدامة.
على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تخفِ الأصوات الغاضبة شكوكها في جدية نوايا حزب العدالة والتنمية، معتبرة أن مبادراته ليست أكثر من "مسرحيات انتخابية" تسعى لجني الأصوات، بينما لا يزال المتضررون يعيشون أوضاعاً مأساوية. وانتشرت عبارات مثل: "الحملة الانتخابية فقط"، و"يبحثون عن الأصوات على ظهر المعاناة"، و"التأخر في الدعم لا مبرر له"، تعبيراً عن الإحباط الكبير من استمرار الأزمة دون حلول ملموسة.
في ظل استمرار هذه الانتقادات، يبقى السؤال مطروحاً: هل سيقدم حزب العدالة والتنمية مبادرات حقيقية تخدم مصالح المتضررين، أم سيظل اللقاء مجرد مشهد سياسي؟ وما هو الدور الحقيقي الذي يجب أن تلعبه الأحزاب السياسية في أزمات الوطن بعيداً عن الاستقطابات السياسية والمزايدات؟
تعليقات
إرسال تعليق