على بعد أشهر من الاستحقاقات المقبلة لما بات يُعرف إعلامياً بـ"حكومة المونديال"، تسود أجواء من التذمر والفتور في صفوف مناضلي ومنتخبي حزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم الحوز، نتيجة ما وُصف بـ"ضعف الأداء التنظيمي والتواصلي" للمنسق الإقليمي جواد الهيلالي، صهر رئيس الحزب عزيز أخنوش. هذا الوضع المتأزم، حسب مصادر مطلعة، دفع العديد من الوجوه الحزبية إلى التفكير الجدي في تغيير اللون السياسي، في ظل غياب الدينامية التنظيمية وتراجع إشعاع الحزب على المستوى الإقليمي.
ذات المصادر أوضحت أن عدداً من المنتخبين يفكرون في الالتحاق بأحزاب منافسة، على رأسها الأصالة والمعاصرة، الاستقلال، والحركة الشعبية، في ظل ما اعتبروه "عجزاً تنظيمياً واضحاً" منذ مغادرة محمد القباج، مهندس نجاح الحزب في انتخابات 2021، لمهامه التنظيمية بالإقليم. ورغم الحديث عن اقتراب النائب البرلماني جمال امرهان من حزب الحركة الشعبية، إلا أن علاقته الوطيدة بعزيز أخنوش تجعل فرضية ترحاله السياسي مستبعدة في الوقت الراهن، بخلاف رؤساء جماعات آخرين عبّروا عن رغبتهم في الرحيل بسبب انعدام التواصل وغياب الأنشطة الحزبية.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر متطابقة أن أحد رؤساء الجماعات عن حزب الحمامة حاول في وقت سابق استمالة رؤساء آخرين نحو حزب جديد، وتمكن من عقد لقاء حضره خمسة رؤساء، بينما رفض رئيس جماعة آخر الحضور، مؤكداً تشبثه القوي بحزب الأحرار واختياراته.
الاحتقان التنظيمي الحالي يُنذر بتراجع خطير للحزب الذي كان قد حصد أزيد من 64 ألف صوت في انتخابات 2021، وانتزع خلالها سعيد لكورش مقعداً برلمانياً بفارق كبير عن منافسيه. لكن المؤشرات الحالية، بحسب ذات المصادر، توحي بأن الحزب بات مهدداً بخسارة قواعده الانتخابية لصالح منافسين تقليديين، في ظل تغول واضح لحزبي البام والاستقلال في معاقل كانت تُعد قلاعاً لحزب الحمامة.
وتختم المصادر بالتحذير من "نكسة انتخابية وشيكة" إذا استمرت حالة الجمود التي تطبع تدبير الشأن الحزبي في عهد الهيلالي، داعية إلى تدخل عاجل من محمد القباج، المنسق الجهوي للحزب، لإعادة ترتيب البيت الداخلي وتجنيب الحزب انهياراً محتملاً في استحقاقات 2026.
تعليقات
إرسال تعليق