منذ إطلاقها سنة 2005، تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إيلاء اهتمام وعناية خاصين بصحة الأم والطفل على المستوى الوطني، لاسيما بالوسط القروي، من خلال العديد من الأنشطة والمشاريع الرامية إلى النهوض بالصحة الإنجابية، كما هو الشأن في إقليم الحوز.
وتتجلى هذه العناية، بوضوح، في حرص المبادرة وانخراطها الدائم في إحداث بنيات للرعاية الاجتماعية كفيلة بإيواء النساء الحوامل، اللائي يقبلن على دور الولادة والمنحدرات من مناطق نائية تفتقر لظروف ومقومات الولادة الآمنة والصحية والمراقبة.
وبإقليم الحوز، تتوزع دور الأمومة، البالغ عددها خمسة، على جماعات أوريكة (800 مستفيدة في السنة)، وثلاث نيعقوب (400)، وتوامة (800)، وأسني (400)، وأمزميز (800).
ومن الأمثلة الجلية على المساهمة الفعالة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في جهود التقليص من الوفيات في صفوف النساء الحوامل وتحسين المؤشرات الصحية بإقليم الحوز، دار الأمومة التوامة المحدثة في إطار البرنامج الرابع للمبادرة “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”.
وتروم هذه البنية الاجتماعية تقريب الخدمات الصحية من الأمهات الحوامل، والرفع من نسبة الولادات في الأوساط الصحية المراقبة، وكذا استقبال وإيواء الحوامل قبل وبعد عملية الوضع.
وتتوخى هذه الدار، التي شرعت في تقديم خدماتها منذ سنة 2012، المساهمة في تقليص عدد وفيات الأمهات والمواليد الجدد بالمناطق المستهدفة، والرفع من نسبة الوافدات من المناطق البعيدة وصعبة الولوج.
كما تقدم دار الأمومة التوامة، التي تستفيد من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشركاء آخرين، وتشرف على تسييرها جمعية “دعم الخدمات الصحية بالتوامة”، العديد من الخدمات الاجتماعية المادية والمعنوية التي تستجيب مباشرة لمختلف حاجيات الفئات المستهدفة.
ومن بين هذه الخدمات الإيواء والإطعام، والقيام بحملات تحسيسية لفائدة الساكنة المستفيدة من خدماتها، إلى جانب دورها الإشعاعي والتنشيطي في المحيط القروي من أجل أمومة سليمة، والمواكبة الصحية والنفسية والاجتماعية للنساء الحوامل، وكذا تنظيم حصص تحسيسية لفائدة النزيلات في مجالات التربية الصحية والصحة الإنجابية، والقيام بكشوفات طبية في بعض الحالات.
ويوفر هذا المركز، كذلك، الظروف الملائمة للرعاية الصحية والاجتماعية للنساء القاطنات في المناطق النائية ذات المسالك الوعرة، وكذا التأطير الصحي للمرأة الحامل وتنظيم حملات تحسيسية لفائدة دواوير الجماعات المستهدفة حول كيفية التداوي في فترة ما بعد الولادة ونصائح حول تغذية الطفل، وكذا أهمية الرضاعة الطبيعية وذلك بهدف حماية صحة الأم والطفل.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لدار الأمومة توامة، المشيدة على مساحة 506 أمتار مربعة، بجوار المركز الصحي بالجماعة، والمزودة بسيارة إسعاف، 13 سريرا، وتضم مرافق إدارية، وأربع غرف خاصة بالنساء، وغرف أخرى خاصة بالمؤطرات، ومطبخ ومطعم، بالإضافة إلى مرافق صحية.
وبلغ عدد النساء المستفيدات من خدمات دار الأمومة التوامة، المندرجة في إطار الجيل الجديد من المبادرات التي برمجتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، ما مجموعه 286 مستفيدة خلال سنة 2023، موزعات على 7 جماعات قروية (التوامة، تمكرت، زرقطن، تغدوين، تزارت، أيت حكيم، تدلي مسفيوة).
وأبرز مدير دار الأمومة التوامة ورئيس الجمعية المسيرة لها، الحسين أهرو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الدور الهام الذي تضطلع به دار الأمومة في ما يتعلق بصحة الأم والطفل، من خلال إيواء النساء المنحدرات من الجماعات التابعة للنفوذ الترابي لدائرة التوامة قبل الوضع وبعده.
وأضاف أن دار الأمومة التوامة، التي تقدم خدمات إيواء مجانية تحت إشراف ومراقبة المولدات التابعات لمندوبية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، شهدت تطورا على مستوى التوعية والتحسيس، وذلك بهدف التقليص من نسبة وفيات النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة بالعالم القروي.
وأشار إلى أن هذه الدار تشتمل على عدة أنشطة وبرامج، ضمنها برنامج الوسيطات الجماعاتيات الذي يحظى بدعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الحوز، وتساهم فيه المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وجمعية دعم الخدمات الصحية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف).
وأبرز أن دور الوسيطات يتمثل في مراقبة صحة الأم والطفل وتتبع الحمل إلى غاية الوضع، وكذا عملية تلقيح الطفل من الولادة حتى بلوغه 5 سنوات، مشيرا إلى أن الوسيطات يقمن، أيضا، بالتوعية والتحسيس والتنسيق مع أطر دار الأمومة من أجل ضمان ظروف صحية آمنة للأم والطفل.
تعليقات
إرسال تعليق