الحركة الأمازيغية بإقليم الحوز.. بين الاستغلال السياسي والبحث عن تمثيلية حقيقية في الانتخابات المقبلة
مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، يتجدد الجدل في أوساط الفاعلين الأمازيغ بإقليم الحوز حول جدوى الانخراط السياسي من داخل الأحزاب القائمة، وسط شعور عام بالإحباط من استغلال القضية الأمازيغية كورقة انتخابية عابرة. فبينما ترفع بعض الأحزاب شعارات دعم الأمازيغية خلال الحملات الانتخابية، يلاحظ المتتبعون أن تلك الخطابات تتبخر فور انتهاء الصناديق، دون أي أثر ملموس على مستوى السياسات العمومية المحلية أو الجهوية.
ويؤكد نشطاء من الحوز أن القطاعات الحيوية بالجهة، مثل التعليم والإعلام والخدمات الإدارية، لا تزال بعيدة عن تفعيل حقيقي للطابع الرسمي للأمازيغية، رغم مرور أزيد من عقد على ترسيمها في الدستور. تجربة بعض الفاعلين الأمازيغ الذين اختاروا خوض العمل السياسي من داخل الأحزاب المشاركة في تدبير الشأن المحلي والجهوي، أظهرت محدودية التأثير في اتخاذ القرار، بسبب هيمنة منطق المحاصصة الحزبية وضعف الإرادة السياسية لدى القيادات.
هذا الوضع دفع عددا من الأصوات إلى التشكيك في جدوى الاستمرار داخل هذه البنيات، مقابل دعوات متزايدة إلى تبني مسارات نضالية بديلة خارج الأطر التقليدية، تُعيد الاعتبار للهوية الأمازيغية في عمقها الثقافي والتنموي، وتضع مصلحة "إيمازيغن" في قلب الأولويات، بدل حصرها في دور هامشي موسمي لا يليق بثقلها التاريخي والديمغرافي داخل الحوز.
تعليقات
إرسال تعليق