لم تهدأ أصوات ضحايا زلزال الحوز، الذين عادوا يوم الإثنين إلى التظاهر مجددًا أمام مقر عمالة الإقليم بتحناوت، في وقفة احتجاجية تنديدًا باستمرار حرمانهم من الدعم المخصص لإعادة الإعمار، وغياب أي حلول حقيقية لمعاناتهم اليومية، التي امتدت لسنتين من العيش وسط خيام بالية وبنايات متهالكة.
نساء ورجال، من مختلف دواوير وجماعات الإقليم، تقاطروا حاملين لافتات تفضح الإقصاء وتُطالب بإنصافهم، رافعين شعارات ضد المحسوبية والزبونية التي تشوب توزيع الدعم، ومنددين بسحب الخيام من بعض الأسر دون توفير سكن بديل. وقد جاءت هذه الوقفة وسط موجة حرّ خانقة زادت من معاناتهم، وعمّقت الإحساس بالتخلي الرسمي عن فئات لم يعد لديها سوى الشارع للتعبير عن ألمها.
وتُقابل هذه التحركات بصمت رسمي مستفز، رغم التحذيرات المتكررة من جمعيات وحقوقيين ونشطاء، من بينهم منتصر إثري، أحد أعضاء تنسيقية الضحايا، الذي وصف الحياة تحت الخيام البلاستيكية بـ"الجحيم اليومي"، مستنكرًا ترك مئات الأسر تواجه مصير التشرد في صمت، ودون تحقيق في شبهات الفساد والارتجال التي رافقت تدبير الملف. وبين صراخ الأمهات ونظرات الأطفال، ما زال سكان الحوز يُقاومون الإهمال، بحثًا عن وطن يُعيد إليهم حقهم المسلوب في الحياة الآمنة والكريمة.
تعليقات
إرسال تعليق