في مداخلة قوية خلال جلسة الأسئلة الشفوية الموجهة لرئيس الحكومة، أكد أحمد تويزي، رئيس الفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة، أن الحكومة الحالية قامت بمجهود كبير واستثنائي في قطاع الصحة، واصفًا من ينكر هذه المنجزات بـ"الجاحد"، ومشدّدًا على أن التحولات الجارية في المنظومة الصحية تحتاج إلى وقت لتؤتي أكلها، قد يتجاوز عمر هذه الحكومة وحتى الحكومات المقبلة.
وأوضح أحمد تويزي أن الحكومة جعلت المواطن في صلب أولوياتها، معتبرًا أن تحسين جودة الحياة يبدأ من الاعتناء بصحة المواطن، وهو ما تجلّى في تسريع وتيرة تأهيل المنظومة الصحية، بالتوازي مع تعميم الحماية الاجتماعية. وفي رده على بعض الخطابات التي تتهم الحكومة بإقصاء ملايين المغاربة من نظام التغطية الصحية الجديد (AMO)، شدد تويزي على أن تلك المواقف تتضمن مغالطات ولا تستند إلى معطيات دقيقة، موضحًا أن المشروع يُنفّذ في إطار استمرارية الدولة، وهو امتداد لورش ملكي انخرطت فيه الحكومات السابقة والحالية.
واستعرض تويزي الحصيلة التشريعية النوعية التي أنجزتها الحكومة في هذا المجال، من ضمنها إصدار 16 قانونًا مؤطرًا لإصلاح المنظومة الصحية، تشمل قوانين الوظيفة الصحية، والمجموعات الصحية الترابية، والهيئة العليا للصحة، والوكالات الوطنية الخاصة بالدم والأدوية. كما أشار إلى الرفع غير المسبوق لميزانية قطاع الصحة، التي انتقلت من 12,7 مليار درهم سنة 2021 إلى 32 مليار درهم سنة 2025.
وسلط رئيس الفريق النيابي الضوء على ثلاث أولويات أساسية في استراتيجية الإصلاح: أولها، ترسيخ مبدأ العدالة المجالية من خلال إحداث المجموعات الصحية الترابية لتقليص الفوارق في الولوج إلى العلاجات؛ ثانيها، تثمين الموارد البشرية بزيادة أجور الأطباء وتحفيز الأطر الصحية، مع الرفع من الطاقة الاستيعابية لكليات الطب بنسبة 30% سنويًا؛ وثالثها، تحديث وتأهيل التجهيزات الطبية والبنيات التحتية، من خلال بناء مستشفيات جامعية جديدة وتحديث أكثر من 870 مركزًا صحيًا، مع الالتزام ببلوغ 1400 مركز مؤهَّل في المدى القريب.
وختم أحمد تويزي بالتأكيد على أن هذه الإصلاحات تترجم التزامات الدولة الاجتماعية، داعيًا إلى استمرار التعبئة السياسية والمؤسساتية لإنجاح هذا الورش الوطني، وتحقيق تحول جذري في جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
تعليقات
إرسال تعليق