حين أشاد ابن تمصلوحت المناضل عبد الله إبراهيم بالحرب التّحريرية التي شنها الخطابي ضدّ الاستعمارين الإسباني والفرنسي بالمغرب
يعتبر ابن جماعة تمصلوحت عبد الله إبراهيم رائد التّجربة اليسارية الاشتراكية في المغرب، وقائد أول حكومة تشبّعت بقيم اليسار في مغرب الاستقلال، وقد أشاد بـ”الحرب التّحريرية التي شنها البطل المغربي الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، ضدّ الاستعمارين الإسباني والفرنسي بالمغرب بعد الحرب العالمية الأولى”.
وصف الخطّابي بالشّاب الثّائر دون الثّلاثين من عمره، أروع تعبير عن العزيمة المغربية الشابة، التي رفضت بشهامة ورجولة أن تستسلم لواقع الهزيمة والاحتلال، وعرفت كيف تستمد من روح الشّعب نفسه أساليب جديدة وحاسمة للكفاح.
ويشير عبد الله إبراهيم في رسالته التاريخية الموجهة إلى شباب المملكة إلى أن “هذه الحرب التحريرية كانت أول حرب عصابات ضد الاستعمار في العالم الإفريقي الآسيوي على الإطلاق”، رافضا “محاولة فصل التيار الوطني المغربي عن حدث تاريخي ضخم كهذا، كانت أبعاده حاسمة وعميقة إلى أقصى حد، لا بالنسبة لتأثيره على حياتنا ووجداننا الوطني فقط، بل بالنسبة كذلك لآثاره في الميدان الخارجي”.
ويوضح عبد الله إبراهيم في رسالته أن هذه الحرب “نظمها وخاض غمارها أفراد قليلون من الشعب على شكل وحدات مدنية مقاتلة، تعتمد في سلاحها ومؤونتها، على سلاح ومؤونة العدو نفسه، بينما هذا الأخير ما انفك يبسط نظريا إدارته على البلاد بأكملها، ويحكمها بواسطة جيش عصري ضخم لا نسبة بينه وبين العصابيين في العدد”.
وسجل عبد الله إبراهيم أن البلاد كانت المسرح الأول لأول حرب عصابات في العالم الإفريقي الآسيوي ضد الاستعمار الحديث، “كما نستطيع أن نفتخر أيضا بأن لشعورنا الوطني جذورا ثورية عميقة في هذه الحرب التحريرية نفسها التي أضرم نارها في المغرب البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي”.
وأشار عبد الله إبراهيم في معرض رسالته إلى أن “تشي غيفارا ابن روحي للمغرب، لأن بطولته من بطولة الأمير عبد الكريم”، مبرزا أن “شباب المغرب لعب في معركة الاستقلال الوطني دور الطليعة في وسط جماهير الشعب، فأدخل بذلك قيما ومفاهيم جديدة في ضمير الجماهير جعلتها قابلة بعد ذلك للتعبئة من أجل هدف عام معين ثم قادها باستقامة وشجاعة لانتزاع الاستقلال”.
وظل الاستعمار في المغرب يصف الكفاح الوطني بأنه حركة أحداث ومراهقين، وقد قام الأحداث والمراهقون فعلا بأداء مهماتهم التاريخية على الوجه الأكمل، وإنها لظاهرة تستلفت النظر.
وأوضح عبد الله إبراهيم أن “الأغلبية الساحقة من الذين أعدمتهم المحاكم العسكرية الاستعمارية رميا بالرصاص، في مختلف مراحل وظروف الكفاح الوطني، كانت أعمارهم جميعا تتراوح في أغلب الأحيان، بين ستة عشر عاما إلى ما دون الثلاثين”.
كانت مجهودات الشباب المغربي المناضل لإثارة عطف الرأي العام الدولي على قضية المغرب، ولربح إمضاءات أكبر عدد من الوفود في هيئة الأمم المتحدة على شكوى المغرب ضد الحماية الفرنسية، سببا مباشرا لخلق الكتلة العربية الآسيوية التي اتسع عدد أعضائها بعد ذلك بقليل، فاستحالت إلى الكتلة الإفريقية الآسيوية الحاضرة.
وبعد انهيار النظام الاستعماري، يعتبر المغرب، يضيف الزعيم اليساري، مدينا لشبابه ليس فقط بانتزاع استقلاله الوطني، بل أيضا بالدعوة إلى فكرة عدم التبعية في الميدان الدولي، وجلاء القوات الأجنبية، ورفض الأحلاف العسكرية، وبلورة الحل الاشتراكي، وتوحيد المغرب العربي، وتعزيز التضامن ما بين الجماهير العربية، وتقوية جبهة الشعوب المتحررة لمحاربة التخلف والإمبريالية والاستعمار. وفق هسبريس.
تعليقات
إرسال تعليق