رغم مرور قرابة سنة ونصف سنة على الليلة الظلماء والطويلة، التي دفنت فيها آلاف الأرواح تحت التراب، وهدمت القرى والمساكن، ما تزال حركة إعادة الإعمار بطيئة جدا، إذ لا تظهر ملامح قرب نهاية معاناة حياة الخيم، والتشرد المفرو ض على آلاف الأسر، التي ما تزال تعيش في العراء.
بالتجول في دواوير وقرى جماعة إغيل، يتبين أن قليلين هم السكان الذين تمكنوا من إتمام بناء منازلهم، إذ تعد على رؤوس الأصابع، في حين الجزء الأكبر من السكان لم يضع لبنة واحدة إلى حدود الساعة، في حين أن البعض بدأ الأشغال بحفر الأساسات، وهناك من أنجز “الطبلة”، والبعض الآخر أحرز تقدما ملحوظا متمثلا في بناء بعض الجدران، وتقسيم الغرف.
ويقول أحد السكان في دوار “آرك” بجماعة إغيل، ردا على سؤال صحفي، حول لماذا تأخر السكان في البناء، بالقول “كنا خائفين من اللجان، لأن كلامها متضارب، إذ هناك من قالوا له أن يقوم فقط بالإصلاح، وبعد ذلك أخبروه بأنه يجب أن يهدم، وبالتالي تردد كثيرون في الشروع، خوفا من خسارة الأموال في الإصلاح، وفي الأخير تأمرهم السلطات بالهدم”.
ومن الغرائب التي لا يوجد لها جواب في قيادة “تلات نيعقوب”، أن جل السكان يؤكدون أن لا أحد استفاد من 14 مليونا، وأن الكل استفاد فقط من مبلغ 8 ملايين، والأغرب أن المستفيدين من 8 ملايين فرضت عليهم السلطات الهدم.
تعليقات
إرسال تعليق