أعلنت سلطات إقليم الحوز، عن مجموعة من الإجراءات الاستعجالية قصد الحفاظ على الثروة المائية بالإقليم وترشيد استهلاكها، مع تفعيل دور شرطة المياه من طرف وكالات الأحواض، خاصة وكالة الحوض المائي تانسيفت مراكش، وموافاة السلطة الإقليمية بتقرير نصف شهري لأنشطة الوكالة في هذا الصدد، وذلك في ظل شح التساقطات المطرية، وانخفاض نسبة ملء السدود وتراجع مستوى حقينتها، والطلب المنتظر خلال الأشهر المقبلة، خاصة الماء الصالح للشرب.
ومن ضمن الإجراءات الاستعجالية التي اعتمدتها اللجنة الإقليمية للماء، عقلنة وترشيد استهلاك المياه سواء للسقي أو للشرب مع تعميم السقي بالتنقيط ومحاربة ضياع الماء في قنوات التوزيع العمومية والخاصة، وتطبيق تقليص صبيب المياه الموزعة إذا اقتضى الحال أو عند الحاجة، وكذا القيام بحملات تحسيسية لحماية مصادر المياه لضمان التزويد في أحسن الظروف.
كما تقرر منع استعمال المياه التقليدية لسقي المناطق الخضراء، أي الماء الصالح للشرب والوديان، والمياه الجوفية، ومنع تنظيف الساحات العمومية والطرقات بهذه المياه، ومنع استعمال الماء الصالح للشرب لغسل السيارات والآليات والعربات، بالإضافة إلى ملء المسابح العمومية والخاصة مرة واحدة في السنة، بحيث يجب تجهيز هذه المسابح بمنظومة تدوير المياه.
وتقرر، أيضا، منع الاستعمال غير القانوني لمياه الآبار والاثقاب والوديان والعيون وقنوات جلب المياه، ومضاعفة الجهود لتقليص ضياع المياه في قنوات التوزيع والإنتاج وتدبير الضغط المائي الرامية للحد من تسربات المياه بهذه القنوات، مع موافاة السلطة الإقليمية بتقارير شهرية تخص الأنشطة المتعلقة بهذا الباب.
من جهة أخرى، تعاني عدد من الدواوير والقرى باقليم الحوز، من أزمة العطش، حيث تم تسجيل انقطاعات للماء لمدد طويلة، كما هو الشأن لمجموعة من الدواوير بجماعة امكدال التابعة لقيادة ويركان ودواوير بجماعة ايت حكيم أيت إزيد التابعة لقيادة أبادو، ودواوير بجماعة التوامة ومناطق بجماعة تاكركوست، حيث تفاعلت السلطات الاقليم بالحوز مع هذه الأزمة ومعاناة السكان، من خلال تخصيص مجموعة من الخزانات المائية وتوزيعها على الدواوير التي تعاني من العطش ونذرة المياه الصالحة للشرب بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن نسبة تغطية الدواوير المستهدفة من هذه العملية بلغت إلى حدود كتابة هذه السطور 49 في المائة، وتهدف هذه العملية الاستثنائية إلى تفادي أي خصاص محتمل لهذه المادة الحيوية، بالتعاون مع مصالح المكتب الوطني للماء الصالح للشرب التي ستزود عن طريق الشاحنات الصهريجية للإنعاش الوطني كل الخزانات المعنية بالمخزون الكافي من المياه بشكل مستمر .
ولقيت هذه المبادرة الغير المسبوقة التي أقدمت عليها السلطات الاقليمية بالحوز، استحسانا كبيرا من طرف سكان مختلف الدواوير المستفيدة، خصوصا وأن مثل هذه الالتفاتات الاجتماعية يكون لها الوقع الحسن في نفوس السكان المتضررين.
وكانت وكالة الحوض المائي لتانسيفت، أطلقت بتنسيق مع لجنة اليقظة بولاية جهة مراكش آسفي، حملة توعوية من أجل الحد من هدر مياه الشرب بجهة مراكش آسفي، تستهدف سكان مدينة مراكش، لتقوية التزام مواطني هذه المدينة، من خلال اعتمادهم إجراءات يومية بسيطة، للحفاظ على إمداد مياه الشرب بشكل مستدام.
وتأتي هذه الحملة التوعية في وقت يسجل فيه مستوى ملء السدود التي تزود مدينة مراكش بمياه الشرب نسبة 74 في المائة مقارنة بالسنة الهيدرولوجية العادية، وذلك بسبب قساوة سنوات الجفاف على نطاق جهة مراكش آسفي بشكل عام، وعمالة مراكش على وجه الخصوص، والتي تمثل أكثر المناطق الحضرية استهلاكا لمياه الشرب.
وحسب وكالة الحوض المائي لتانسيفت، فإن رفع مستوى الوعي حول هدر مياه الشرب مبني على مدى التزام المواطنين بتغيير عاداتهم، مشيرة إلى أن كل ساكن يهدر ما يقرب من 50 لترا في اليوم، غير قابلة للاسترداد ولا يمكن الاستغناء عنها في الوقت الحالي.
وأجرت وكالة الحوض المائي لتانسيفت، تجربة مع 17 عائلة، لمدة 6 أشهر بعد اتباع ممارسات استهلاك جيدة، 6 منهم تمكنوا من توفير ما يصل إلى في المائة، وتمكنت 11 أسرة من توفير 20 في المائة من استهلاك مياه الشرب.
يذكر أن جهة مراكش – آسفي، تسجل عجزا في العرض المائي تبلغ نسبته نحو 40 بالمائة، بحسب سلطات ولاية الجهة.
تعليقات
إرسال تعليق