انطلقت اليوم فعاليات الموسم السنوي “بوعنفير” او ما يصطلح عليه البخاري بالجماعة الترابية ايت هادي، والمنظم من طرف المجلس الجماعي لأيت هادي و بعض جمعيات المجتمع المدني ، والذي سيستمر إلى غاية يوم الثلاثاء ، حيث سيعرف ختم البخاري بمسجد زاوية بوعنفير بحضور أئمة ومسؤولي المجلس العلمي وطلبة بالزاوية نفسها.
وقدم الفرسان المشاركون والذين يمثلون مختلف مناطق الإقليم خلال هذه التظاهرة الدينية والثقافية، عروضا فن التبوريدة شكلت لوحات احتفالية فلكلورية لهذا الفن التراثي، الذي يبرز الاهتمام البالغ بتقاليد الفروسية وموروثها كرمز للذاكرة الثقافية المغربية ومدى تشبث المغاربة بتربية الخيول بحكم ارتباطهم التاريخي بالفرس وتنوع استعمالاته.
للإشارة فالمدرسة العتيقة ببوعنفير تأسست عام 1262 هجرية من طرف الشيخ أحمد أرسموك الذي توفي عام 1312 هجرية ودفن بها حيث يوجد ضريحه بمحاذاة المسجد الحالي.
وتعتبر هذه المدرسة من دور الحديث في العالم الإسلامي حسب ما جاء في كتاب "دور الحديث في العالم الإسلامي" للدكتور الحسين الوجاج.
وقد جرت العادة أن يتم الاحتفال بهذه الذكرى الصوفية في 4 شتنبر من كل سنة. إلا أن تزامن الموسم مع الدخول المدرسي دفع بالمجلس الجماعي و القيمين على المدرسة إلى تقديم موعده .
والمدرسة العتيقة لبوعنفير لها إشعاع يتجاوز الحدود.
ويمتاز موسم بوعنفير بكونه موسما دينيا لتلاوة القرآن والأمداح النبوية. كما أن القيمين عليه ينأون بأنفسهم عن الذبيحة على الضريح بخلاف ما تعرفه بعض المواسم من مظاهر الشرك التي تنفر العديد من الزوار نظرا لمخالفتها للشرع. كما أن المناسبة تشهد من حين لآخر حفل تخرج بعض الطلبة الذين تناط بهم مسؤولية الإمامة في مساجد عبر التراب الوطني.
ويلعب موسم بوعنفير دور في الترويج للمنتوج الثقافي والسياحي للمنطقة، والذي من شأنه أن يفتح آفاقا واعدة لتطويره في المستقبل ليأخذ في عين الاعتبار خصوصيات المنطقة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
و قد عرفت فعاليات الموسم تكريم شخصيات محلية كان لها الفضل في التنمية المحلية لإقليم شيشاوة على رأسهم الحاج محمد اعمارة الرئيس السابق لجماعتي أيت هادي و السعيدات و كذا السيد عبد العزيز أرسموك إبن زاوية بوعنفير و المحامي بهيئة مراكش.
و جدير بالذكر أن موسم زاوية بوعنفير يعتبر تجمع سنوي لقبيلة أبناء أبي السباع بمنطقة شيشاوة و أبناء عمومتهم بالصحراء و بلاد شنقيط (موريتانيا) و الجزائر و يحج إليه الشرفاء السباعيين من كل حدب و صوب لصلة الرحم و التشبت بالقيم الصوفية الصحراوية المغربية الأصيلة.
تعليقات
إرسال تعليق