البرلماني بنسليمان تعليقا على استقبال رئيس تونس لزعيم الانفصاليين: لم يكن ينتظر أي مغربي أن يأتي هذا الغدر من تونس
يونس بن سليمان*
كان العرض العسكري الجزائري الذي تم استدعاء قيس سعيد اليه هذا الاخير اللذي “لا هو بقيس ولا بسعيد” ، رئيس الجمهورية التونسية الذي قال المرحوم الحسن الثاني عن ابنائها في حوار مع احد الصحفيين الفرنسيين ان التوانسة امة ،بداية الغدر العلني لهذا الاخير لجلوسه بجانب رئيس مرتزقة البوليساريو ،عندها بدأت ملامح الخيانة والتنكر لتاريخ الجمهورية التونسية وعلاقتها مع المملكة المغربية تبرز ملامحه.فيا ترى ماهو ثمن هاته الخيانة ونكران الجميل ..؟
يعلم الجميع الازمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي تمر منها تونس، والتي ترجع الى عدة اسباب ،لا يمكن ان ينكر احد ان من بينها بل ان اهمها سياسة رئيسها الحالي وطريقة تدبيره بدأ بحل البرلمان وانتهاء بدستور جديد يكرس هيمنه الرئيس على كل مفاصيل الدولة على غرار النظام الديكتاتوري ، بدأ بسجن معارضيه وتلفيق تهم الفساد وغسل الاموال لاخرين من اجل تشويه سمعتهم والمس بمصداقيتهم ، وهي على العموم أساليب ماكيافيلية مكشوفة للجميع ، والمغرب كعادته التزم عدم التدخل في الشؤون الداخلية لتونس ، بل ان توجه الدولة في هذا الموضوع الزم ادبيا العديد من المحللين السياسيين المغاربة ،بل السياسيين انفسهم في الخوض في هذا الموضوع ،باعتبار تونس دولة شقيقة يجمع المغرب معاهدات صداقة وتعاون معها واتفاقيات تمنح مواطنيها امتيازات بين البلدين ،نذكر على سبيل المثال عدم الزامية التأشيرة بين البلدين ،وانه يمكن للمواطن التونسي ان يقتني عقارا فلاحيا دون ماحاجة الى الحصول على شهادة عدم الصبغة الفلاحية ،وكذلك ممارسة بعض المهن الحرة الى غير ذلك .لم يكن ينتظر أي مغربي أن تأتي هذا الغدر من تونس وهي البلد المعروف “سابقا “باتزانه وسياسته الخارجية التي تحافظ على التوازنات ،بل حرصه الشديد على البقاء مسافة من هذا النزاع المفتعل حول جزء عزيز من تراب المغرب الذي يعتبره المغاربة مسألة حياة او موت بالنسبة لهم ،لكن اليوم واقعة استقبال زعيم مرتزقة البوليساريو اكيد سيكون لها ما بعدها ،فمن حقنا ان نتسائل كمغاربة ماهو الثمن الذي دفع من اجل هذا الاستقبال ؟ومن دفع الثمن ؟ومن قبض الثمن ؟
كلها اسئلة مشروعة لا شك ان التاريخ والمستقبل القريب سيجيب عنها .
لكن أقول لهذا الرئيس الغير “سعيد ” ان مثل هاته السلوكات لن تغير الروابط القوية بين الشعب المغربي والشعب التونسي ،كما انها لن تغير من تمسك المغاربة بكل شبر من تراب وطنهم بل ستزيدنا اسرار واعتمادا على انفسنا وعلى اصدقائنا الحقيقيين ،وان المقابل والثمن التي يمكن ان تحصل عليه تونس او انت من استقبالك هذا ،لن يخرجك من ازمتك التي نتمنى صادقين ان تتجاوزها تونس ،واكيد سيتجاوزها الشعب التونسي لانه شعب امة ،لكن تاريخ الاوطان ومواقف الامم لا تباع ولا تشترى.
* برلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار
تعليقات
إرسال تعليق