تعاني ساكنة حي جليز بمراكش، وبالضبط بجوار الملحقة الإدارية لشارع آسفي، من وضع بيئي مقلق ناتج عن تراكم الأزبال وروث البهائم، وانتشار روائح كريهة تخترق نوافذ المنازل وتزكم الأنوف، في مشهد لا يليق بموقع المقاطعة داخل أحد أرقى أحياء المدينة. الشكايات المتكررة التي رفعتها الساكنة منذ سنوات، لم تفضِ إلى أي حل جذري، رغم تعاقب عدة مسؤولين على تسيير المقاطعة، ما جعل الوضع يتفاقم بشكل يومي.
وتزداد معاناة السكان وتلاميذ مدرسة أكنسوس المجاورة، في ظل استمرار استعمال الباحة الخلفية للملحقة كمكان عشوائي لاحتجاز البهائم، دون أي مراعاة للشروط الصحية أو البيئية، ما يؤدي إلى تراكم الروث لأشهر، ويخلق بؤراً لتكاثر الحشرات والذباب. ومع ارتفاع درجات الحرارة، أصبحت الروائح المنبعثة أشبه برائحة الجيف، وهو ما تسبب في أضرار صحية ونفسية واضحة على السكان، خصوصاً الأطفال والمسنين.
ورغم تدخل بعض المصالح في الأيام الأخيرة لتنظيف جزء من النفايات، إلا أن هذا التحرك ظل جزئياً ومؤقتاً، دون أن يغير من جوهر المشكلة، في غياب خطة مستدامة لمعالجة الوضع. كما أن التلوث البصري الناتج عن مشهد النفايات المكشوفة والروث المتراكم، يُشوّه صورة الحي، ويطرح تساؤلات حول مدى احترام معايير النظافة في مؤسسة عمومية.
وأمام هذا الوضع غير المقبول، تناشد الساكنة الجهات المسؤولة بضرورة التدخل العاجل من أجل تنظيف وتطهير الباحة بشكل دوري، ومنع استعمالها كمكان لاحتجاز البهائم، وتسييجها بمواد مناسبة لحجب المنظر المشوّه، والعمل على إيجاد حل دائم يضع حداً لهذه المعاناة التي تهدد الصحة العامة وتُسيء إلى سمعة حيّ يعدّ من أبرز الواجهات الحضرية بمدينة مراكش.
تعليقات
إرسال تعليق