في تصريح لافت عقب الإعلان عن عودته إلى عضوية المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، شدد النائب البرلماني هشام المهاجري على تمسكه بمواقفه قائلاً: «حزب الأصالة والمعاصرة هو حزب ديمقراطي يحترم الاختلاف، وسأواصل دائمًا التعبير عن آرائي». وهو تصريح يكتسب وزنه من السياق السياسي والتنظيمي الذي جاء فيه، حيث تم الإعلان رسميًا عن هذه العودة خلال الدورة الثلاثين للمجلس الوطني للحزب، المنعقدة يوم السبت 31 ماي 2025 بمدينة سلا.
القرار، الذي اتخذته الأمانة العامة للحزب، قوبل بترحيب واسع داخل التنظيم، حيث اعتُبر خطوة مستحقة تعيد الاعتبار لصوت سياسي قوي لطالما ارتبط بقضايا المواطنين والترافع الجاد داخل البرلمان. عودة المهاجري تعكس كذلك رغبة القيادة الحزبية في تثبيت الكفاءات ذات الحضور الشعبي، وتوجيه رسالة بأن التنوع في الرأي لا يتعارض مع الانتماء الحزبي، بل يشكل إحدى ركائز الدينامية السياسية السليمة.
المهاجري، الذي عُرف بمداخلاته الجريئة وربطه بين العمل البرلماني والواقع المعيشي، يُنظر إليه داخل الحزب كأحد رموز المعارضة البناءة من الداخل، القادر على الجمع بين الالتزام والانفتاح. ويُفهم من عودته أن الحزب بصدد مراجعة مواقفه تجاه بعض الأصوات المستقلة، في ظل حاجة المشهد السياسي إلى نخب قادرة على التفاعل مع التحولات، لا مجرد الالتزام الصامت.
في نهاية المطاف، تشكل عودة هشام المهاجري إلى المكتب السياسي لحظة رمزية في مسار الأصالة والمعاصرة، حيث تلتقي المراجعة التنظيمية مع الاعتراف بالكفاءة والشرعية الميدانية. كما أن تمسكه بالتعبير عن رأيه داخل مؤسسة حزبية عريقة، يعيد طرح سؤال جوهري: هل يمكن للأحزاب أن تتطور دون أن تفسح المجال للاختلاف؟ المهاجري يراهن على الجواب العملي، من قلب التجربة.
تعليقات
إرسال تعليق