التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هكذا فضح زلزال الحوز الوزير البئيس لحسن السعدي


 لم يكن زلزال الحوز مجرد كارثة طبيعية أظهرت هشاشة البنى التحتية في المغرب، بل كان أيضًا اختبارًا حقيقيًا لمدى كفاءة المسؤولين الحكوميين في إدارة الأزمات. وبالنسبة للحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، يبدو أن هذا الاختبار قد كشف الكثير من "الثغرات".

ففي تصريح إعلامي، حاول السعدي التخفيف من وطأة الانتقادات، مُشيدًا بجهود الدولة في توفير الإمكانيات المالية اللازمة وإصلاح الطرق المؤدية إلى المناطق الجبلية. لكنه لم يتردد في إلقاء اللوم على نقص اليد العاملة كسبب رئيسي في تأخير عمليات إعادة الإعمار. وهنا بدأت موجة من السخرية تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل المغاربة بدهشة: "أين هذه البطالة التي تُثقل كاهل الشباب إذا كنا نعاني من نقص في العمال؟".

وتُظهر تصريحات الوزير تناقضًا صارخًا بين الواقع وما يحاول ترويجه، فبينما تتكدس طلبات العمل وتتزايد معدلات البطالة، يبدو أن الحكومة عاجزة عن تنظيم وتعبئة الموارد البشرية لتلبية احتياجات المتضررين.

الأكثر إثارة للجدل هو تعامل الوزير مع قضية إقصاء بعض المتضررين من الدعم، حيث اعتبر أن عمليات الإحصاء تمت "بدقة"، مع مراجعة الشكايات لضمان العدالة. لكن الواقع على الأرض يروي قصة أخرى. ففي الوقت الذي يتحدث فيه السعدي عن "دقة الإحصاء"، يعاني العديد من سكان المناطق المنكوبة من البرد والجوع، دون أن تصلهم تلك المساعدات التي وُعِدوا بها، على حد تعبير عدد من المصادر.

ومع تزايد الانتقادات، بدأت تتكشف ملامح أزمة أعمق، لخصتها المصادر نفسها في: غياب الشفافية في توزيع المساعدات، وضعف التنسيق بين الوزارات، وافتقار الحكومة لرؤية متكاملة للتعامل مع الكوارث. وبينما يغرق المسؤولون في تصريحات متفائلة، يغرق المتضررون في البرد واليأس، ينتظرون دعمًا يبدو أنه قد يتأخر إلى ما بعد الشتاء القاسي.

زلزال الحوز لم يكشف فقط هشاشة البنى التحتية، بل فضح أيضًا هشاشة المسؤولية الحكومية التي، بدل أن تُسرّع عجلة إعادة الإعمار، تُلقي بثقلها على المواطنين. فهل سيتحرك الحسن السعدي وزملاؤه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أم سنظل نسمع تصريحات تُعيد إنتاج نفس الأعذار البئيسة؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اعتقال مطلقة من تحناوت بتهمة النصب على خليجي

أوقفت مصالح الدرك الملكي، مؤخرا، سيدة مطلقة تنحدر من بلدية تحناوت بإقليم الحوز، للاشتباه في تورطها في قضية تتعلق بالنصب والاحتيال على مواطن خليجي. وبحسب مصادر مطلعة، جاء توقيف المعنية بالأمر عقب تحريات دقيقة باشرتها الأجهزة الأمنية المختصة، ليتم تقديمها أمام النيابة العامة التي أمرت بإيداعها السجن المحلي لوداية رهن الاعتقال الاحتياطي، في انتظار تعميق البحث القضائي حول التهم الموجهة إليها.

عمالة إقليم الحوز تشرع في تنفيذ توجيهات الداخلية لضبط استغلال الآليات الجماعية

باشرت عمالة إقليم الحوز، شأنها شأن باقي عمالات المملكة، تنزيل التوجيهات الصارمة التي عمّمتها وزارة الداخلية على الولاة والعمال، والتي تلزم رؤساء المجالس الإقليمية والجماعية بضبط استعمال سيارات الإسعاف وحافلات النقل المدرسي والآليات الجماعية المختلفة، مع حصر استخدامها في الأغراض المخصصة لها. التوجيهات الجديدة شدّدت، وفق مصادر مطلعة، على ضرورة وسم جميع الآليات الجماعية بشعارات وهويات الجهات المستغلة، بما يتيح تتبع حركتها وضمان عدم تسخيرها خارج الإطار القانوني. ويأتي هذا التحرك بعد تقارير إقليمية حذّرت من استغلال وسائل نقل جماعية مملوكة لمجالس وجماعات في حملات انتخابية سابقة لأوانها، وهو ما دفع وزارة الداخلية إلى تكثيف الرقابة واعتماد إجراءات أكثر صرامة. كما شملت التوجيهات مراقبة الآليات الممنوحة من المجالس الإقليمية إلى الجماعات والتي يتم تدبيرها من طرف جمعيات محلية، بعد رصد تجاوزات تتعلق باستعمال حافلات النقل المدرسي لأغراض خاصة، منها تنظيم رحلات سياحية وترفيهية مدفوعة الأجر، فضلاً عن وجود شبهات باستغلال المال العام لتصفية حسابات سياسية. وأكدت مصادر مطلعة أن توجيهات وزير الداخلية عبد ال...

توقيف "شيخ" بقيادة أوريكة بسبب البناء العشوائي

  أقدمت السلطات الإقليمية بالحوز، مؤخرا، على توقيف عون سلطة برتبة "شيخ" بقيادة أوريكة، بعد الاشتباه في تورطه بالتغاضي عن أنشطة مرتبطة بالبناء العشوائي، وذلك في إطار حملة صارمة تهدف إلى وضع حد للفوضى العمرانية ومحاسبة كل من يخلّ بمهامه الإدارية. ويأتي هذا القرار ليؤكد عزم السلطات على فرض هيبة القانون وردع كل التجاوزات. ويرى متابعون أن توقيف الشيخ رسالة واضحة بأن المسؤولية الإدارية تستوجب الالتزام الصارم بالقوانين والأنظمة، وأن الحزم في مواجهة الفساد أصبح خياراً لا رجعة فيه. كما يعكس هذا الإجراء إرادة السلطات في حماية المصلحة العامة وترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة داخل مختلف أجهزة الإدارة الترابية.

إقليم الحوز يستعد لإطلاق مشاريع رياضية نوعية

 أكد محمد رزوقي، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم الحوز، أن الإقليم يستعد لإطلاق مشاريع رياضية نوعية خلال الأسابيع المقبلة، في إطار استراتيجية الوزارة للنهوض بالبنية التحتية الرياضية. وأوضح رزوقي، خلال لقاء إقليمي حول الدخول المدرسي الجديد عقد الأربعاء، أن مدينة أمزميز ستحتضن أول ملعب كبير في الإقليم، بكلفة إجمالية تقارب 5 ملايين درهم، إضافة إلى تهيئة عدد من المنشآت الأخرى مثل مركز أوكايمدن للرياضات الجبلية ومسبح تمصلوحت. كما كشف المسؤول أن مشاريع إعادة التهيئة ستشمل ملعبي آيت أورير وأسني، بهدف توفير فضاءات رياضية آمنة وعصرية لفائدة شباب المنطقة. وأشاد بالدور الذي يقوم به مختلف المتدخلين لدعم هذه المشاريع، مؤكداً أن هذه المبادرات تعكس الأهمية التي توليها الوزارة لقطاع الرياضة باعتباره رافعة للتنمية المحلية.

البرلماني إدموسى يثمن قرار تعليق حملة مراقبة الدراجات النارية ويطالب بمهلة كافية

ثمّن محمد ادموسى، برلماني حزب الإستقلال بإقليم الحوز، قرار رئيس الحكومة بتعليق العمل مؤقتًا بدورية الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية المتعلقة بمراقبة الدراجات النارية. واعتبر ادموسى هذا القرار تفاعلاً إيجابياً وسريعاً مع تداعياته الاجتماعية والاقتصادية المحتملة، داعياً إلى ضرورة منح مهلة زمنية كافية لأصحاب الدراجات لتسوية وضعيتهم القانونية. وأوضح ادموسى، في تصريحه، أن الإجراءات التي كانت تعتمدها الوكالة، والتي تركز على السرعة القصوى كمعيار وحيد لتصنيف الدراجات “المعدلة”، تعتبر غير كافية ولا تعكس حقيقة معايير السلامة الطرقية. وأكد أن المسألة لا تتعلق فقط بسرعة المحرك، بل بمدى احترام عناصر أخرى أكثر أهمية مثل جودة الفرامل ووزن الدراجة وبنيتها التقنية. كما أشار إلى أن العديد من الدراجات النارية في السوق الوطنية خضعت لتعديلات سابقة دون علم من المشتري، ما يجعله الضحية الأولى لغياب الرقابة القبلية. وحذر البرلماني من أن التطبيق الصارم لهذه القرارات قد يحرم أزيد من مليون مواطن من وسيلة تنقل أساسية، خاصة في المناطق القروية والمدن الصغيرة كإقليم الحوز الذي يتميز بوعورة تضاريسه. وطالب محمد ادموسى ...