في مشهد يطغى عليه الاستغلال السياسي الرخيص، تسللت بعض العناصر لتروج بين ضحايا زلزال الحوز أن الحزب المغربي الحر، بقيادة إسحاق شارية، هو "حزب أولاد الشعب"، مستغلة بذلك الظروف الإنسانية العصيبة لتحقيق مكاسب سياسية وموقع انتخابي استعدادًا لاستحقاقات 2026. لكن هذا الادعاء لا يصمد أمام الواقع، إذ أن شارية نفسه لم يكن يومًا في مستوى القيادة التي يروج لها، بل سرعان ما تنكر لأمجاد من أسس الحزب، وعلى رأسهم محمد زيان، الأمين العام الأسبق، بمجرد أول كبوة.
فبدلاً من الوفاء لزيان الذي وضع الأساس للحزب، دخل شارية في صراعات داخلية طاحنة معه، وقام برفع دعوى قضائية ضده بتهم "اختلاسات مالية"، وهي القضية التي أدت إلى معاقبة زيان بالسجن خمس سنوات. وهذه الدعوى لم تقتصر على ملاحقة زيان شخصيًا، بل كانت أيضًا محاولة لإعادة تشكيل الحزب بما يتماشى مع مصالح شارية الضيقة. ورغم كل ما حدث، يبقى الحزب المغربي الحر في قلب أزمته الداخلية، حيث ينشغل بتصفية الحسابات السياسية ولا يظهر أي التزام بالمبادئ التي كان قد نشأ عليها.
في ظل هذه الصراعات والانقسامات الداخلية، لا يمكن لحزب يعاني من أزمة وفاء وتخبط في قيادته أن يكون مؤهلاً لدعم سكان الحوز أو تمثيلهم في محنتهم. فكيف لحزب كهذا أن يقدم دعمًا حقيقيًا للضحايا في وقتهم العصيب، وهو نفسه غارق في النزاعات والتنازلات؟ إذا كان الحزب عاجزًا عن الوفاء لرموزه الأساسية ومؤسسيه، فإنه بكل تأكيد لا يمتلك الأهلية ولا القيم التي تجعله قادرًا على الوقوف إلى جانب المواطنين في الأوقات الصعبة.
تعليقات
إرسال تعليق