بمناسبة الذكرى 16 لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. الوالي دردوري يترأس اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالحوز
تخليد الذكرى 16 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الحوز، احتفت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالحوز، اليوم الثلاثاء بمقر عمالة الإقليم بتحناوت، بالذكرى 16 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك تحت شعار “كوفيد-19 والتعليم .. الحصيلة والآفاق لتحصين المكتسبات”.
وقد عرف هذا اللقاء الهام حضور الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، محمد دردوري، ووالي جهة مراكش آسفي، كريم قسي لحلو، وعامل إقليم الحوز، رشيد بنشيخي، إلى جانب رؤساء المصالح الخارجية ورؤساء اللجان المحلية للتنمية البشرية بالإقليم وممثلي المجتمع المدني ومدراء بعض المؤسسات التعليمية.
وسعى هذا اللقاء إلى عرض مساهمة المبادرة الوطنية في مجال الدفع بالتنمية البشرية والتدابير المتخذة على المستوى الإقليمي، مع فتح النقاش للمساهمة في إيجاد الحلول الناجعة لتحسين التمدرس في ظل استمرار هذه الجائحة والاستفادة من الدروس المستقاة وضبط الإجراءات المستقبلية من أجل تحسين تنفيذ برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بهذا الخصوص.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد دردوري أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ إطلاقها في 18 ماي 2005 من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، شهدت إنجاز آلاف المشاريع التي استفاد منها مواطنو العالم القروي والمناطق الهشة، وفق فلسفة تجعل الإنسان العمق والمحور الأساسي في التنمية.
وذكر دردوري بأن المبادرة دخلت في مرحلتها الثالثة، منذ سنة 2019، بعد أن كانت المرحلة الأولى والثانية منصبة على محاربة الفقر والهشاشة والإقصاء، ليتم التركيز حاليا، على توطيد ما تحقق في المراحل الأولى والدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة في ظل هذه المرحلة.
وأبرز، في هذا السياق، أهمية برامج المرحلة الثالثة، خاصة برنامج تعميم التعليم الأولي، الذي بلغ إلى حدود الآن، 75 ألف طفل عبر أنحاء المملكة، مؤكدا أن هذا البرنامج سيتواصل تنزيله إلى حين بلوغ التعميم الشامل للتعليم الأولي لأهميته في إرساء الجودة في التربية والتكوين.
وعلى صعيد آخر، أشاد دردوي بالنتائج “المثمرة” للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على صعيد جهة مراكش آسفي، عموما، وإقليم الحوز خصوصا، سواء تعلق الأمر بتمويل مشاريع لفائدة إدماج الشباب حاملي المشاريع أو النهوض بالتمدرس في العالم القروي.
وارتباطا بموضوع هذا اللقاء، أوضح دردوري أن اللجان الإقليمية للتنمية البشرية في عمالات وأقاليم المملكة ستنكب بمعية المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية على تدارس تأثيرات كوفيد-19 على التربية والتعليم، مشددا على أهمية تدارك معدلات الهدر المدرسي المسجلة خلال الأزمة الوبائية.
من جانبه، أكد والي جهة مراكش آسفي عامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، أنه “تنفيذا للتدابير الاحترازية والوقائية التي أعلنتها السلطات العمومية، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية انخرطت في تفعيل هذه الإجراءات الاحترازية من خلال رصد اعتمادات مالية استثنائية للمساهمة في التصدي لآثار الجائحة كوفيد 19 قدرها 38,28 مليون درهم”.
وأوضح والي الجهة أن هذه الإجراءات تشمل برمجة 23,21 مليون درهم في إطار برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية الهشاشة خصصت من جهة لرصد منح مالية للتكفل بمصاريف تسيير المراكز الاجتماعية التي تأوي الأشخاص في وضعية صعبة، لاسيما الأشخاص المسنين والأطفال في وضعية الشارع والشباب بدون مأوى والمتشردون والمتسولون والأطفال المتخلى عنهم والمختلون عقليا بدون مأوى والسجناء السابقون بدون موارد.
وأشار المسؤول الترابي إلى أن هذه الاعتمادات خصصت أيضا، لاقتناء التجهيزات اللازمة والآنية للمراكز الاجتماعية لتحسين استقبال الفئات الاجتماعية المذكورة.
كما همت الاعتمادات المرصودة برمجة 15,06 مليون درهم في إطار برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة خصوصا محور صحة الأم والطفل. وقد خصص المبلغ المرصود لتهيئة وتجهيز وتسيير دور الأمومة، وكذا اقتناء التجهيزات الطبية الصغرى ودعم تغذية النساء الحوامل وحديثي الولادة في المجالين القروي وشبه الحضري.
من جانبه، ذكر عامل إقليم الحوز، رشيد بنشيخي، بأن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اعتمد في إعداد تصورها على التوجيهات الملكية السامية وكذا تقييم المرحلتين السابقتين، وذلك عبر تركيز مختلف التدخلات على الهدف الرئيسي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي يتجلى في تطوير الرأسمال البشري للساكنة المحتاجة من خلال تعبئة الموارد الضرورية وتحقيق الإلتقائية بين برامج مختلف الشركاء بهدف الرفع من آثار المشاريع المنجزة.
وأضاف عامل الإقليم أنه “تمت بلورة هذا التصور بإقليم الحوز انطلاقا من التوجيهات الملكية السامية الواردة في الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك بمناسبة الذكرى 19 لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين بتاريخ 29 يوليوز 2018، واعتمادا على نتائج واحصائيات الدراسة الميدانية المنجزة في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالعالم القروي، اتضح أن إقليم الحوز قطع أشواطا مهمة في تقليص هذه الفوارق في عدة مجالات”.
وقد شهد هذا اللقاء تقديم عرض من قبل رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الإقليم، عبد الغني موماد، تطرق فيه إلى حصيلة برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم الحوز (2019-2020)، وعرض للمدير الإقليمي للتربية الوطنية بالحوز، السيد هشام آيت الطاهر، مجهودات قطاع التربية بإقليم الحوز لمواجهة تداعيات كوفيد-19.
إثر ذلك، قام الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، محمد دردوري، والوفد المرافق له، بزيارة لوحدة التعليم الأولي بدوار صوالح بجماعة أغواطيم (إقليم الحوز)، اطلع من خلالها على بنى وتجهيزات هذه الوحدة والخدمات التي تقدمها لفائدة الأطفال في مجال التعليم الأولي.
تعليقات
إرسال تعليق