أطلقت وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب، مؤخرا، برنامج تكوين حول التربية المالية لفائدة فلاحي وفلاحات الأراضي الجماعية الواقعة داخل دائرتي الري للغرب والحوز المعنية بعملية التمليك.
وذكر بلاغ مشترك للمؤسستين أن هذا البرنامج يندرج في إطار تنزيل التدابير المواكبة لعملية التمليك برسم مشروع “العقار القروي” الذي يندرج ضمن برنامج التعاون “الميثاق الثاني” الممول من طرف هيئة تحدي الألفية، مشيرا إلى تنظيم دورة أولى على مستوى جماعة (القصيبة) التابعة لإقليم سيدي سليمان، وذلك في احترام للتدابير الوقائية الجاري بها العمل.
وأوضح البلاغ أن هذه الدورات التكوينية، التي تستهدف ما يناهز 4500 مشاركا، تهدف بالأساس إلى تقديم المؤسسة البنكية والتعريف بدورها وبالخدمات التي تقدمها، وتثقيف المستفيدين حول طرق تحديد أهدافهم، وتحديد أولويات احتياجاتهم وتقدير تكلفة النفقات والإيرادات، وتحسيسهم بأهمية الادخار، والتدبير الرشيد لقروض الاستثمار والتشغيل.
ويتم تنظيم هذه الدورات التكوينية، بقيادة خبراء من مركز الدراسات والبحوث التابع لمجموعة القرض الفلاحي للمغرب، قبل الدعم المالي التي تقدمه المجموعة لحاملي المشاريع من بين المستفيدين المستقبليين من العملية التجريبية للتمليك، ولا سيما من خلال البرنامج الرائد “المستثمر القروي”.
ويهدف “المستثمر القروي”، الذي يندرج في إطار “البرنامج المندمج لدعم وتمويل المقاولات”، والذي شكل موضوع عدد من الاتفاقيات الموقعة أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم 27 يناير 2020، إلى النهوض بالنسيج المقاولاتي القروي، من خلال مواكبة وتمويل المقاولات الصغيرة وحاملي المشاريع في العالم القروي.
ويأتي تنظيم هذه الدورات التكوينية تفعيلا للاتفاقية-الإطار، الموقعة يوم 17 أبريل 2019 بين وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب، والتي تهدف أساسا إلى تشجيع الاستثمار الفلاحي، من خلال المواكبة المالية للسكان المستهدفين في العملية التجريبية للتمليك، والتي تغطي مساحة إجمالية قدرها 66 ألف هكتار من الأراضي الجماعية، موزعة بين 51 ألف هكتار في منطقة الغرب و15 ألف هكتار في منطقة الحوز.
وبموجب هذه الاتفاقية-الإطار، يلتزم القرض الفلاحي للمغرب بتعبئة الوسائل المالية والكفاءات البشرية اللازمة، وكذلك شبكة وكالاته في منطقتي الغرب والحوز من أجل مواكبة فلاحي وفلاحات الأراضي المعنية بالتمليك، لتثمين أراضيهم من خلال التوعية بالنظام البنكي وبالولوج إلى القروض.
وهكذا، ستسهر المجموعة البنكية على مواكبة المستفيدين من عملية التمليك في إنجاز مشاريعهم الاستثمارية والأنشطة المدرة للدخل، وتحديد حاجيات تشغيل ضيعاتهم الفلاحية، وكذا النهوض بفلاحة مستدامة وقادرة على التكيف مع التغيرات المناخية.
وعلاوة على الاتفاقية-الإطار التي تم توقيعها مع مجموعة القرض الفلاحي للمغرب، شكلت تدابير المواكبة الأخرى لعلمية التمليك موضوع اتفاقيات موقعة من طرف وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب مع الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية والمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، تهم محاربة الأمية، وتعزيز القدرات التقنية والمهنية للساكنة المستهدفة، وتطوير الأنشطة المدرة للدخل وفرص العمل، لاسيما لفائدة النساء والشباب.
وتندرج العملية التجريبية للتمليك، التي تم إعطاء انطلاقتها الرسمية بالرباط يوم 26 يونيو 2019، تنفيذا التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي دعا إلى جعل الأراضي الجماعية رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإلى تفعيل عملية تمليك الأراضي الجماعية الواقعة داخل دوائر الري، بشكل مجاني، لفائدة ذوي الحقوق.
وتعتبر هذه العملية المكون الرئيسي لنشاط “العقار القروي”، التابع لبرنامج التعاون “الميثاق الثاني”، الذي تم إبرامه يوم 30 نونبر 2015 بين حكومتي المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة بهيئة تحدي الألفية، والذي عهد تنفيذه إلى وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب.
ويهدف نشاط “العقار القروي”، الذي رصد له غلاف مالي يناهز 33 مليون دولار، بالأساس، إلى تحسين مستوى عيش الساكنة المستهدفة، والرفع من حجم الاستثمارات الفلاحية، وتنشيط السوق العقارية، والمواكبة الاجتماعية والاقتصادية للمستفيدين، وإحداث فرص الشغل.
تعليقات
إرسال تعليق