برغبة جامحة في التميز لازمتها منذ الطفولة، استطاعت بشرى المجاهيد أن تبصم مسارها المهني بقطاع التعليم، حين توجت بجائزة أحسن أستاذة، من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش آسفي ومؤسسة الزهيد وجمعية أصدقاء المدرسة العمومية.
الأستاذة بشرى المجاهيد، التي رأت النور بإقليم الحوز وتلقت أبجديات التعليم بمدينة أيت أورير، وهبت حياتها للعمل التطوعي وتتبع خطوات التلاميذ في الأقسام المدمجة التي تستهدف إدماج ذوي الحاجات الخاصة في التعليم النظامي ومنظومة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وحسب المجاهيد، فإن عملها المهني أثمر بفضل إيمانها بالعمل التطوعي، الذي انخرطت فيه منذ “أول سنة عمل بمدينة الصويرة، واهتمامي بالأطفال في حالة صعبة”، مضيفة: “تغير مساري المهني بمدة قصيرة بعد الانتقال إلى إقليم الحوز، حين نجحت في مقابلة اختيار أساتذة للتدريس بالأقسام المدمجة”.
وفي تصريح لهسبريس، تورد هذه الأستاذة التي رضعت التضحية من اسمها العائلي: “وجهت اهتمامي الجمعوي نحو الأطفال في وضعية إعاقة، لتقديم الدعم لهم والتخفيف من معاناتهم، واختياري لهذه المهمة جاء عن قناعة مني بأهمية هذا المجال”.
واستطردت: “بدأت تعليمي الابتدائي بإقليم الحوز، وأنهيته بإقليم دكالة، رفقة والدي الذي يدرس الرياضيات، ومنه تعلمت قواعد التفكير المنطقي، وقيم العقل المنفتح؛ ما جعلني أتمرد على النموذج الواحد النمطي، لحبي للتغيير، فمنذ طفولتي كنت أوصف بالمشاغبة، وهي صفة ما زالت تلازمني”.
بشرى المجاهيد شغلت لسنوات مناصب في مكاتب جمعيات عديدة، كجمعية أساتذة الأقسام المدمجة بإقليم الحوز وأخرى لتعزيز الدعم والتأهيل الاجتماعي المدرسي وجمعيتي تحديات أطفال التوحد بالحوز وأمل أطفال صعوبات التعلم؛ وهو ما أكسبها مؤهلات مكنتها من وضع مشروع لتحفيز التلاميذ على اكتساب التعلمات بشكل إبداعي.
وعن مشروعها الحائز على الجائزة، قالت المجاهيد: “أنشأت ناديا للأعمال اليدوية، ينتج وسائل تربوية أستعملها كمعينات في حصصي اليومية، بتخصيص 3 منها لأقسام مختلطة بين أطفال في وضعية إعاقة وغيرهم من المستويين الأول والثاني، فتحقق شرط الإدماج؛ ما أثلج قلوب الأسر التي تعاني غلاء الوسائل الخاصة بالتربية الحسية-حركية”.
الجائزة التي حصلت عليها المجاهيد مناصفة مكنت تلاميذها من ذوي الاحتياجات الخاصة من تأطير تلاميذ أسوياء بعدما اكتسبوا الثقة في النفس واندمجوا اجتماعيا، وكشفت أيضا أن الأطفال بإمكانهم صناعة بدائل من المتوفر دون إغفال نتائجه على البيئة من خلال إعادة التدوير.
وعن مرحلة إعداد مشروع المعمل الصغير، تتحدث المجاهيد باعتزاز: “مكنتني تجربتي الجمعوية وساعدتني صلابة الجبال التي أهوى تسلقها وتحدي صعابها من وضع برنامج يكسب المتعلمين مهارات لاختيار مهن مستقبلية تلائم قدراتهم وميولهم في أفق إدماجهم في سوق الشغل.
وتتلخص فكرة المشروع الذي أهلها إلى الفوز بهذه الجائزة في إنشاء ناد للأعمال اليدوية ينتج وسائل تربوية تستعمل كمعينات في الحصص الدراسية، وضعت رهن إشارة باقي أساتذة مدرسة الرياض بأيت أورير التي تعمل بها المجاهيد، لجعل النادي مفتوحا في وجه جميع التلاميذ.
هذه المبادرة المحمودة في قطاع التعليم، الذي يسعى إلى جعل المدرسة فضاء جذب، تشكل نقطة ضوء لترسيخ قيم الإبداع وكسر قاعدة الانتظارية وبكاء الأطلال، تضع على كاهل بشرى المجاهيد مسؤولية أكبر وكانت تحفيزا لأخريات للتوقيع على إبداعات جديدة.
عن هسبريس
تعليقات
إرسال تعليق