يتنافس العديد من المراهقين والشباب هذه الأيام على الحصول على أجسام مفتولة العضلات تجلب الأنظار وتضمن لهم التميز عن أقرانهم، انسياقا وراء رياح موضة تجميل المظهر الخارجي واكتساب أجسام شبيهة بأصحاب كمال الأجسام، يتباهون بها أمام مجتمع أصبح يهتم للمظهر أكثر من الجوهر.. لكن هذه العضلات ليست مبنية بطريقة صحية وصحيحة، بل هي نتاج منشطات وأدوية نفخ وتكبير حجم الجسم تباع في القاعات الرياضية وبعض محلات بيع لوازم الرياضة بدون ترخيص من الهيئات الوصية.
مالك (سم مستعار)، شاب يعمل كحارس أمن خاص بمراكش، يمارس رياضة كمال الأجسام منذ 3 سنوات، يروي قصته: “عندما ولجت ميدان الأمن الخاص لاحظت اهتماما غير عادي لدى العاملين بالقطاع بالمظهر الخارجي، وبما أنني كنت هزيل الجسم قررت التسجيل في إحدى قاعات الرياضة، وبدأت أمارسها بوتيرة عادية إلى أن شد انتباهي بعض الشباب ممن يملكون عضلات مفتولة فأعجبتني الفكرة وقررت ممارسة رياضة كمال الأجسام، وفعلا تضاعف وزني وكبرت عضلاتي وتغيرت بنية جسمي..”.
وعمّا إذا كان حجم عضلاته طبيعيا، أجاب المتحدث أنه يتعاطى منشطات العضلات منذ سنتين حتى تكبر بوتيرة سريعة رغم ما سمع عنها من آثار جانبية: “أعلم أنها غير طبيعية، لكنها الحل الأنسب لاكتساب جسم رياضي مفتول في وقت وجيز”.
المتحدث أكد لنا أن هذه الأدوية التي يتناولها منذ مدة يشتريها من القاعة الرياضية التي يتردد عليها، وأن جلّ القاعات والنوادي الرياضية توفرها للرياضيين دون رخصة. وأصحاب هذه القاعات يدركون الإقبال الكبير الذي تعرفه أدوية الستيرويد لبناء العضلات، خاصة من قبل المهووسين بكمال الأجسام، فتجدهم يوفرونها بكل أنواعها وبمختلف الأسعار، وحتى أنهم بحكم خبرتهم ينصحون بتناول هذه الدواء أو هذه الحقنة بحسب وزن الرياضي وقدمه في ممارسة الرياضة.
مصادر متطابقة، أشارت بان هذه المنشطات تنتشر بشكل واسع في الأندية الرياضية التي لا يهتم أصحابها إلا لهامش الربح، معتبرين أن غياب تتبع من وزارة الصحة و مكتب السلامة الصحية "أونسا" لهذه الأندية، يسهم، بشكل كبير، في إنتشار هذه المواد بين مرتاديها.
ذات المصادر، أوضحت أن حماية شبابنا من هذه المواد هو مسؤولية الجميع، كل من موقعه، من أجل وضع حد لحالة التسيب التي يعرفها بيع هذه المواد، بدون ترخيص حكومي او موافقة طبية أو تدقيق في سلبياتها و تداعياتها، ما يستدعي وضع إستراتيجية صارمة للتصدي لمروجيها العابثين بصحة و سلامة أبناء هذا الوطن.
تعليقات
إرسال تعليق