بينما يشكل الوصول إلى المدرسة تحديًا يوميًا لتلاميذ القرى الجبلية النائية، خاصة في إقليم الحوز، جاءت مبادرة جمعية "مكيل" بدعم من مؤسسة "Roi Baudouin" لتمنحهم وسيلة نقل آمنة وفعالة عبر توزيع دراجات هوائية، ضمن برنامج يمتد لثلاث سنوات. هذه الخطوة، التي تستهدف مواجهة الهدر المدرسي وتخفيف مشاق التنقل، تفتح أمام التلاميذ آفاقًا أوسع للاستمرار في الدراسة رغم صعوبة التضاريس وبعد المسافات.
في مرحلتها الأخيرة، شمل المشروع تلاميذ الإعدادي والثانوي بعدة دواوير بمنطقة أمزميز، حيث جرى اختيار المستفيدين وفق معايير دقيقة بالتنسيق مع المؤسسات التعليمية والجماعات المحلية، لضمان وصول الدعم إلى من هم في أمسّ الحاجة إليه. كما وضعت الجمعية خطة لمتابعة وصيانة الدراجات بانتظام، حتى تظل أداة عملية ومستدامة تسهم في إنجاح المسار الدراسي للتلاميذ.
المبادرة سرعان ما أظهرت نتائج ملموسة، إذ سجل المدرسون تحسنًا في حضور التلاميذ ودقتهم في المواعيد، إلى جانب انخفاض الإرهاق وزيادة التركيز داخل الفصول. هذه النتائج شجعت بعض الأسر على الاستقرار في الدواوير المستفيدة، وأثارت في الوقت نفسه رغبة قوية لدى أسر أخرى في تعميم التجربة، باعتبارها نموذجًا ناجحًا لكسر الحواجز الجغرافية والاجتماعية التي تعيق حق الأطفال في التعليم.
عيّن جلالة الملك محمد السادس السيد مصطفى المعزة عاملاً على إقليم الحوز، خلفاً للسيد رشيد بنشيخي الذي تم تعيينه عاملاً على إقليم تازة، وذلك ضمن الحركة الواسعة التي شملت عدداً من التعيينات الجديدة في صفوف الولاة والعمال. ويُعد هذا التعيين امتداداً لمسار إداري طويل راكم خلاله المعزة تجربة غنية في تسيير الشأن الترابي بمناطق مختلفة من المملكة. وُلد مصطفى المعزة سنة 1969، وهو حاصل على الإجازة في الآداب، شعبة اللغة الفرنسية. بدأ مساره المهني سنة 1992 مجنداً في إطار الخدمة المدنية بوزارة التربية الوطنية، قبل أن يتخرج من المعهد الملكي للإدارة الترابية سنة 1996 ضمن الفوج 31. شغل بعدها مناصب متعددة، منها قائد بالكتابة العامة بتطوان، ثم رئيس دائرة ورئيس الشؤون الداخلية بإقليم العيون، فخليفة للعامل بنفس الإقليم، ورئيس دائرة مولاي عبد السلام بن مشيش بالعرائش. وفي سنة 2010 تولى مهمة كاتب عام بإقليم سيدي سليمان، قبل أن يُعين عاملاً على إقليم بنسليمان ثم على إقليم تازة. ويُعرف السيد المعزة بصرامته الإدارية وحسه الميداني العالي، وهو متزوج وأب لأربعة أطفال.

تعليقات
إرسال تعليق