بينما يشكل الوصول إلى المدرسة تحديًا يوميًا لتلاميذ القرى الجبلية النائية، خاصة في إقليم الحوز، جاءت مبادرة جمعية "مكيل" بدعم من مؤسسة "Roi Baudouin" لتمنحهم وسيلة نقل آمنة وفعالة عبر توزيع دراجات هوائية، ضمن برنامج يمتد لثلاث سنوات. هذه الخطوة، التي تستهدف مواجهة الهدر المدرسي وتخفيف مشاق التنقل، تفتح أمام التلاميذ آفاقًا أوسع للاستمرار في الدراسة رغم صعوبة التضاريس وبعد المسافات.
في مرحلتها الأخيرة، شمل المشروع تلاميذ الإعدادي والثانوي بعدة دواوير بمنطقة أمزميز، حيث جرى اختيار المستفيدين وفق معايير دقيقة بالتنسيق مع المؤسسات التعليمية والجماعات المحلية، لضمان وصول الدعم إلى من هم في أمسّ الحاجة إليه. كما وضعت الجمعية خطة لمتابعة وصيانة الدراجات بانتظام، حتى تظل أداة عملية ومستدامة تسهم في إنجاح المسار الدراسي للتلاميذ.
المبادرة سرعان ما أظهرت نتائج ملموسة، إذ سجل المدرسون تحسنًا في حضور التلاميذ ودقتهم في المواعيد، إلى جانب انخفاض الإرهاق وزيادة التركيز داخل الفصول. هذه النتائج شجعت بعض الأسر على الاستقرار في الدواوير المستفيدة، وأثارت في الوقت نفسه رغبة قوية لدى أسر أخرى في تعميم التجربة، باعتبارها نموذجًا ناجحًا لكسر الحواجز الجغرافية والاجتماعية التي تعيق حق الأطفال في التعليم.
دخل ملف علال الباشا رئيس جماعة أمزميز ونائبه عبد الغني وحمان المنتميان لحزب التجمع الوطني للأحرار، مرحلة حاسمة، بعد أن قرر عامل الإقليم مصطفى المعزة توقيفه من مهامه بشكل رسمي بالتزامن مع تقدمه بطلب إلى المحكمة الإدارية بمراكش يقضي بعزل الباشا ووحمان من منصبهما، وذلك بناءً على ملف ثقيل أعدته المفتشية العامة للإدارة الترابية (IGAT) في عدة مجالات مرتبطة بالتدبير الجماعي. وحددت المحكمة الإدارية في مراكش جلسة بتاريخ الثلاثاء 9 دجنبر 2025 للنظر في ملف عزل الرئيس علال الباش ونائبه الثاني عبد الغني وحمان، الذي يستند إلى المادة 64 من القانون التنظيمي رقم 113.14، والمتعلق بمسطرة العزل في حالات الإخلال الخطير بقواعد الحكامة وتدبير الشأن المحلي.

تعليقات
إرسال تعليق