شكل المشروع المبتكر "المخيم الإيكولوجي"، وهو مخيم سياحي، يتكون من أربع خيام، مجهزة بعناية لاستقبال عشاق الطبيعة، بدوار تورد بالجماعة الترابية ويركان باقليم الحوز، وجهة سياحية مفضلة لدى كثير من السياح الأجانب والمغاربة، وكذا لعدد من النجوم والمشاهير والشخصيات من عوالم مختلفة استهواهم سحر المكان والمناظر الطبيعية الآسرة، فأضحوا يقصدونه باستمرار من أجل قضاء العطلة.
وتم إنجاز هذا المركب البيئي السياحي، في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مجال ريادة الأعمال لدى الشباب وإدماجهم الاقتصادي، على مساحة 7 آلاف متر مربع، بفضل استثمار إجمالي ناهز 258 ألف درهم، بلغت مساهمة المبادرة فيه 100 ألف درهم.
ويقتضي هذا المشروع، الذي يتواجد وسط فضاءات خضراء مليئة بأشجار الصنوبر والأوكاليبتوس والعرعار، الرفع من عدد الفضاءات الخضراء، واحترام الهوية الحضارية في أنماط الهندسة المعمارية، ومحاربة مختلف عوامل التلوث علاوة على محاربة المعاملات المسيئة للبيئة.
وشهد اقليم الحوز تشييد مجموعة من المآوي السياحية الايكولوجية الصديق للبيئة، وسط مناظر طبيعية خلابة بجبال الأطلس الكبير، وعلى علو حوالي 1000 متر عن سطح البحر، روعي في تصميمها وتخطيطها كل العوامل البيئية، يجد فيها الزائر الظروف المثلى للاستمتاع بسحر الطبيعة داخل فضاء ينسجم بكل مكوناته مع محيطه الطبيعي.
ويهدف البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في مجال تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، إلى توفير المواكبة لفائدة حاملي المشاريع، قصد النهوض بالإدماج الاقتصادي للشباب والنساء، من خلال إحداث فرص الشغل، والتشغيل الذاتي.
وخصصت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال سنة 2020، غلاف مالي قدر بحوالي 10.4 ملايين درهم لتمويل المشاريع المحتفظ بها في إطار هذا البرنامج، على صعيد إقليم الحوز.
وكشفت معطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الحوز، أن مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تمويل هذه المشاريع، بلغت 4.9 ملايين درهم، أي ما يعادل حوالي 50 بالمائة من التكلفة الإجمالية، بينما ساهم الشباب أصحاب المشاريع بمبلغ 4.4 ملايين درهم.
وأوضحت المصادر نفسها، أن عدد الشباب الذين تمت مواكبتهم، في إطار تنفيذ البرنامج الثالث، في مرحلة ما قبل إحداث المشروع، خلال سنة 2020، وصل إلى 237 شخصا، حيث تم تجاوز الهدف المحدد بـ 10 نقاط، في حين استفاد 49 شابا من مواكبة في مرحلة ما بعد إحداث مشاريعهم، مؤكدا أنه تم بلوغ الهدف السنوي بنسبة 100 بالمائة.
وحسب الزوبير بوحوت الخبير في القطاع السياحي، فإن السياحة والأنشطة المتصلة بها أصبحت واحدة من أكثر الصناعات نموا في العالم، نظرا لما تحققه من عائد اقتصادي باعتبارها صناعة مستقبلية، لها مكانة واعدة في النسيج الاقتصادي كقطاع إنتاجي يساهم في زيادة الدخل، وخلق فرص العمل، وتحقيق التنمية الشاملة.
وأوضح أن السياحة في بعدها البيئي تعتبر عاملا جاذبا للسياح لإشباع رغباتهم من حيث زيارة الأماكن الطبيعية، من أجل الاستمتاع بالطبيعة وما يصاحبها من معالم ثقافية، وذلك بروح المسؤولية البيئية التي تتضمن المحافظة على المواقع الطبيعية وعدم المساس بها، مشيرا إلى أن العلاقة بين السياحة البيئية هي علاقة توازن بين التنمية وحماية البيئة.
تعليقات
إرسال تعليق