من أجل تحسين صحة الأم والطفل بإقليم الحوز الذي يغلب عليه الطابع الجبلي، اعتمدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الوسيطات الجماعاتيات كحل مبتكر لتحقيق هذا الهدف.
ففي هذا الصدد، تعكس عائشة بوعزة من دوار مسراف برج، وغزلان بنيهلال من دوار حداد، بجماعة أوريكا، مثالان جليان عن وسيطات جماعاتيات منذورات لحماية صحة الأم والطفل.
وتجوب هاتان الشابتان مختلف شعاب دوارهما، متسلحتان بالوسائل اللازمة التي تساعدهما على القيام بمهام دعم مؤسسات الإسعافات الأولية وإسنادها، والأخرى التي تتصل بالصحة الوقائية والتربوية التي تتلهف لها الساكنة المحلية.
وتشتغل كل من السيدتين بوعزة وبنيهلال، بعد التكوين الذي سهرت عليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ومنظمة اليونيسيف، بتؤدة، ويشكلان صلة وصل بين الساكنة المستهدفة والسلطات الصحية، لاسيما دار الأمومة بأوريكا.
وتوجه الشابتان النساء الحوامل نحو البنيات الصحية، مع جمع المعطيات المتعلقة بصحة الأم والوليد، وتنظيم ورشات توعوية بهذا الشأن.
وقالت السيدة بوعزة، في تصريح لقناة (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش ورشة تحسيسية لفائدة نساء دوار مسراف برج، “بفضل التكوين الذي سهرت عليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ومنظمة اليونيسيف، أصبحنا قادرات على مواكبة النساء خلال مختلف مراحل الحمل، مع ضمان التتبع المستمر”.
وأوضحت أن مهامها ترمي إلى تحسيس نساء الدوار بشأن سلوك قد ينطوي على تبعات خطيرة على صحة الأم والطفل.
وفي تصريح مماثل، نوهت السيدة بنيهلال بالشراكة الثلاثية بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ومنظمة اليونيسيف، والتي أرست هذه الآلية التي تتألف من نساء تم اختيارهن بعناية، مشيرة إلى أن الوسيطات الجماعاتيات يعملن على بث المعلومات التي تتصل بصحة الأم والطفل لفائدة ساكنة الدوار، والقيام أيضا بزيارات.
أما محمد السكور، رئيس جمعية دار الأمومة بأوريكا، فقد قال إن البرنامج يأتي ليجعل هذه البنية الصحية من “الجيل الجديد”، عبر التشجيع على الوضع في وسط آمن، والاستشارة في مرحلة النقاهة بعد الوضع، مشيرا إلى أن هذه الشراكة الثلاثية أرست مبدئيا 30 وسيطا جماعاتيا، في أفق تعميم هذه التجربة على الدواوير الأخرى التابعة لهذه الجماعة التي يغلب عليها الطابع الجبلي.
وفضلا عن التكوين الذي سهرت عليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ومنظمة اليونيسيف، أوضح أنه تم تزويد الوسيطات الجماعاتيات بهواتف متنقلة ووسائل تحسيسية تهم صحة الأم والوليد، وتقنيات التواصل حولهما.
وتتناغم هذه المقاربة مع أهداف المرحلة الثالثة من المبادرة الرامية إلى محاربة الهشاشة وتحسين مؤشرات التنمية البشرية، من خلال الارتكاز على مبادئ الاندماج الاقتصادي، وترسيخ مقاربة النوع، والمشاركة الفعلية للساكنة.
ويضم إقليم الحوز، فضلا عن دار الأمومة أوريكا، على أربعة مراكز مماثلة، توجد بأمزميز، وآسني، وتواما، وتلات نيعقوب.
وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الحوز، فقد تم إنجاز 153 مشروعا بغلاف مالي فاق 47 مليون درهم، خلال الفترة 2019 – 2020، في إطار البرنامج الرابع من المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي من شأنها تأمين مواكبة مواتية في المراحل الرئيسية من الحياة، وهي الولادة (النساء الحوامل أو المرضعات المنحدرات من أوساط معوزة)، والطفولة المبكرة (الأطفال أقل من 6 سنوات المنحدرين من أوساط معوزة)، والطفولة (الأطفال في سن التمدرس)، والمراهقة والشباب (المراهقون في نهاية مسارهم الدراسي)، وذلك عبر أربع موضوعات تحظى بالأولوية، ممثلة في “صحة الأم والطفل”، و”تغذية الأم والطفل”، و”التعليم الأولي”، و”التفتح والتفوق المدرسي”.
تعليقات
إرسال تعليق