يبدو جلياً من خلال تتبعنا للأشكال الاحتجاجية التي عبر عنها مجموعة من الشباب غياب الوعي لدى مجموعة كبيرة منهم ،حيث هناك من يهدد بالاغتيالات وهناك من يقصد مراكز الدرك الملكي والشرطة وإضرام النار وهناك من يُردد شعارات فضفاضة وختموها بلائحة مطالب غير قابلة للتنفيذ أو تبدو مستحيلة في ظلّ المكتسبات الدستورية التي حققها المغرب سابقاً خاصة تكريس الخيار الديمقراطي الذي ليس له بديل اليوم وغداً لأجل إكمال مسار التنمية ، صحيح أنّ هناك مشاكل متعددة في قطاعات حساسة مرتبطة بالعيش الكريم كالتعليم والصحة والشغل ، لكن بهذه الطريقة لن يكون هناك أي تغيير حقيقي ، فالتغيير أولاً يبدأ من الواجب قبل الحق ، وهنا نطرح السؤال على شباب جيل z هل يقومون بواجبهم تجاه الآخرين وتجاه الدولة قبل المطالبة بحقوقهم، هل لديهم تصور حول البديل الحقيقي للخروج من هذه الأزمة هذا نقاش حقيقي يحتاج للجلوس لطاولة الحوار تحت غطاء مؤسساتي أو جمعوي كي يمكننا جميعا من بلورة خارطة طريق جديدة في مواجهة تحديات المستقبل.
النقاش لكم ومرحبا بالرأي والرأي الآخر
الاحتجاج ليس كفرا وليس خيانة للوطن وتهديدا لقواعد أمنه واستقراره بل هو بالأحرى وسيلة تعبير حضاري يلجأ إليها المتظاهرون في المجتمعات الحديثة للتعبير بوعي وطريقة سلمية عن مطالبهم وتطلعاتهم المشروعة وحقوقهم الأساسية في الكرامة والعيش اللائق والعدالة المجالية وغير ذلك مما يكلفه الدستور وفي مثل هاته الأزمة الحادة لا يجب على الدولة ومؤسساتها ان تقابل مثل هذه الاحتجاجات الغاضبة باللامبالاة أو بالقمع العنيف من طرف الامن بل بالإنصات والتواصل والحوار إذا أرادت صيانة مكتسباتها وتعزيز شرعيتها وبناء الثقة بينها وبين المحتجين غير أن هذه الاحتجاجات خرجت عن طابعها التقليدي المعهود وتعددت صور الاحتجاج بما في ذلك التخريب وهذا إن ذل عن شيء فإنه يدل على غياب مؤسسات الوساطة من هيئات المجتمع المدني وأحزاب وهيئات منتخبة أو في عجز هيئات المجتمع المدني والنخب التي تم ذكرها عن القيام بأدوارها في التأطير مما نتج عنه احتجاجات غاضبة ومتوترةيصعب احتواؤها بل قد تنحرف في أجواء الشغب والفوضى عما خرجت إليه الان هذا عموما اما بالنسبة للمجتمع المدني والهيئات المنتخبة محليا فهناك غياب حاد للتأطير والكل يجري لمصلحته الخاصة
ردحذف