رغم الألام النفسية والإجتماعية والإقتصادية التي خلفها زلزال الجمعة 8 شتنبر الماضي، والتي لازال ألاف من ساكنة الحوز وتارودانت وشيشاوة ومراكش، يحاولون إجترار مرارة المعاناة، وكفاح مستميث لنسيان ليلة ستظل راسخة في قلب كل المغاربة، لكن كان للمسؤولين عن تدبير الإمتحان الموحد الإقليمي لنيل شهادة الدروس الإبتدائية بالحوز، رأي أخر حول هذه المعاناة، بالضرب في صميم جرح نفسي لم يندمل، على إدراج ذكريات الأطفال مع فاجعة الزلزال في موضوع إنشائي.
وجاء ضمن السؤال المطروح ضمن الإمتحان الموحد الخاص بنيل شهادة الدروس الإبتدائية، " من خلال ذكرياتك حول الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز، يوم الجمعة 8 شتنبر 2023، أكتب(ي) قصة واقعية من 6 جمل على الأقل تروي فيها كيف عشت تجربة هذه الليلة وما تلاها ما من أحداث"، الأمر الذي أثار موجة من الإستنكار من لدن نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي، مؤكدين أن جروح ضحايا الزلزال وخصوصا الأطفال منهم لن تندمل إلا بعد سنوات، خصوصا وأن أغلبهم فقد عائلته و أصدقائه وأقاربه، في ليلة وصفوها بالظلماء.
وحمل المتحدثون، المركز الإقليمي للإمتحانات مسؤولية هفوة الإمتحان، الذي لم يراعي نفسية التلاميذ المتأزمة، حيث أن جلهم يعيش داخل خيام وسط معاناة يومية من البرودة والحر والتزود بالماء الشروب، بعدما كانوا بالأمس القريب داخل منازل تقيهم الحر وبرودة الطقس.
وتفاعلا مع الواقعة، عبر حافيظ عبدالمجيد المنسق الجهوي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان بجهة مراكش آسفي عن صدمته بعد ورود واقعة الزلزال في الإمتحانات الإشهادية لأطفال الحوز، والتي ألقت بظلالها على نفسية الأطفال، حيث بدت واضحة على وجوههم، بعد فقدان آبائهم ودمار منازلهم وبقاء بعضهم تحت الأنقاض لفترات طويلة، أو حتى خوفهم من التعرض لهزات أرضية أخرى ومواجهة "مستقبل ضبابي".
وأوضح حافيظ عبد المجيد في تصريح صحفي، إن "الآثار النفسية للزلزال على الأطفال كبيرة"، لاسيما هؤلاء الذين فقدوا آبائهم وإخوتهم، مضيفا "هي تجربة مريرة من الصعب تجاوزها بسهولة".
وعدد الناشط الحقوقي، هذه الآثار النفسية التي مازالت مستمرة ليومنا هذا ، مبرزا أنها "يمكن أن تظهر على شكل اضطرابات تتمثل في الخوف والانعزال والانطواء وكوابيس الليل واضطراب النوم والتبول اللاإرادي، والسكوت وعدم التعبير عن حزنهم عن طريق البكاء، وأن الصدمة ما بعد الزلزال عند الأطفال، قد تمتد لأيام أو أسابيع أو أشهر أو سنوات، إذ تختلف حدتها من شخص إلى آخر، أي بمعنى هل يتعلق الأمر بطفل أو راشد أو بالغ”.
وشدد المتحدث، على "ضرورة إيلاء هؤلاء الأطفال عناية خاصة، من خلال متابعة نفسية مستعجلة ومستمرة،عوض الزج بهم في إمتحانات إشهادية تعيد لهم ذكريات مؤلمة وحزينة لحقت بهم وبعائلاتهم
وركز على أهمية دور الدعم التربوي من في تجاوز الأزمة، حيث دعا إلى إبعادهم عن الأماكن والمقررات التي تنقل أخبار الزلزال".



تعليقات
إرسال تعليق