في عالم يعاني العمال والفئات الضعيفة من الظروف الاقتصادية الصعبة، يظل القائد النقابي الذي يعتبر ممثلاً لهم مسؤولاً عن الدفاع عن حقوقهم وتحسين أوضاعهم. ومع ذلك، تبدو قصة الميلودي موخاريق، الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل، بمثابة درسٍ مؤلمٍ في العبث والانغماس في الثراء الشخصي على حساب مصالح العمال.
الميلودي موخاريق، الذي قضى سنوات طويلة في مقعد الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل، يمثل رمزاً للثراء المفرط والفشل النقابي. فعلى الرغم من تعميره الطويل في هذا المنصب، فإنه لم يفتح الباب أمام الشباب ليتولوا المسؤولية، مما أدى إلى استمرارية الإدارة القديمة التي فشلت في تحقيق مطالب العمال.
و بدلاً من التركيز على تحسين أوضاع العمال والعمل على تحقيق مطالبهم، وجدنا موخاريق مشغولاً في جمع الثروة الشخصية والاستمتاع بحياة الرفاهية. فلم يقدم أي إسهام يذكر في تحسين ظروف العمال، وكان بعيداً كل البعد عن أن يكون عمالياً ويشعر بمعاناتهم وصعوباتهم.
من المؤسف أن يظل موخاريق في مقعد الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل لمدة طويلة دون أن يتمكن الشباب من الوصول إلى القيادة وتقديم رؤى جديدة وحيوية لتنمية وتطوير النقابة. و إنه الوقت المناسب لإحداث تغيير جذري في إدارة الاتحاد، وتمكين القيادة الجديدة التي تمثل أصوات العمال الحقيقية وتسعى لتحقيق مصالحهم بكل جدية وإخلاص.
على ميلودي موخاريق نقابي الشوكة و السكين، أن يدرك أن القيادة النقابية ليست مجرد وظيفة تمنحه السلطة والثروة، بل هي مسؤولية كبيرة تتطلب العمل الجاد والتفاني في خدمة العمال. و يجب عليه أن يدرك أن العمال هم الروح والعمود الفقري للنقابة، وعليه أن يقدم كل جهده لتحسين حياتهم وظروف عملهم، وإلا فإنه يجب أن يفسح المجال للقيادة الجديدة التي تستحق الثقة والدعم من العمال. و لعل في التنسيقيات التي خرجت من رحم النقابات رسالة لمن يفقهون.
تعليقات
إرسال تعليق