تعد مراكش ارث ثقافي وحضاري ممتد عبر القرون ، تجمع اليوم بين الحداثة والتقاليد، وذلك بالنظر لبساطة المدينة، والتي تعطي من دون مقابل لأبناء المدينة، والذين برزت منهم قامات سياسية ودينية اتخذت من عاصمة النخيل ووادي تانسيفت منطلقا لإشعاعها الفكري والإنساني .
موقع القناة الثانية وفي إطار فقراته الرمضانية اليومية المتنوعة، يقترح عليكم حوارات حميمية مع رجالات المدينة الحمراء المعاصرين ممن طبعوا مسار المدينة، حيث نكتشف عبر نافذة ضيوف الموقع العادات والتقاليد الخاصة لمدينة سبعة رجال والتحولات التي لمسوها في جوهرة الحوز خلال السنوات الأخيرة.
رابع حوارات "بوح مراكشي" على القناة الثانية طعم نسائي خاص ، اذ نستضيف عبر هذه النافذة، عزيزة بوجريدة إحدى أبرز الأسماء النسائية بالمدينة ، للحديث عن عاصمة النخيل عاداتها وتقاليدها والتحولات التي شهدها "أسيف" احد ابرز الأحياء المراكشية خارج السور ، كيف كانت تعيش المرأة "المراكشية" وكيف تمكنت في العقود الأخيرة من اقتحام المجال السياسي:
في البداية من هي عزيز بوجريدة؟
عزيزة بوجريدة في البداية هي جمعوية ، وافتخر بالنشاط الجمعوي، حيث مكنني من تملك الشجاعة والقوة لمواجهة التحديات، وحاليا اشعل منصب رئيسة جمعية نساء مراكش، من الناحية السياسية أمثل مراكش على المستوى البرلماني عبر نيابة رئيس لجنة الثقافة والاتصال، فضلا عن رئيسة لجنة الصداقة المغربية المكسيكية .
هذا النجاح الجمعوي والسياسي، لا يمكن اكتسابه الا بمسار اجتماعي .... ماذا يمكن تقول لنا عزيزة عن طفولتها وشبابها في مراكش؟
هواء مراكش انا اتنفسه وأعشقه ، وهي المتنفس الوحيد لي مهما كانت وجهتي ، اذ تعد المدينة الحمراء الملاذ الأول والأخير لي.
طفولتي كانت جميلة حيث في نفس الحومة التي ولدت فيها وتربيت فيها ، تزوجت ، وفي ذات الحي ولدت أبنائي حاليا.
اسم الحي ؟
اسيف، ولدت بأسيف وتزوجت بأسيف ، وحاليا أعيش رفقة أبنائي بأسيف .
اسيف و الداوديات جزء لا يتجزأ من مراكش انطلاقا من شارع علال الفاسي البديع سيرفيس ديمين ، الوحدة الرابعة، ما هي التحولات التي شهدها هذا الفضاء من مراكش؟
هنا وجب العودة الى فترة الطفولة اسيف في السابق لم يمكن هناك الشارع الرئيسي وكانت بنايات جليز بارزة عن بعد من أسيف، وحاليا الحي شهد مجموعة من التغيرات .
ابان الطفولة كنا نلعب في "التراب" وكان المكان المعروف هو "ابراهيم او براهيم" الذي ولدت فيه والدتي والان أصبح ينعت بإسم "السينكو" ، حيث عشنا هناك وتربينا في كنف العائلة.
اعود مرة اخرى الى اسيف ماهي أبرز التحولات التي لمستها عزيزة بوجريدة في اسيف حاليا ؟
بطبيعة الحال هناك تغيير كبير، وتبارك الله الدنيا تنقات ومراكش بكامله تغير ليس فقط أسيف والداوديات، حيث يلاحظ ارتقاء المدينة أكثر.
بحكم مسارك الجمعوي والسياسي ، بماذا يمتاز الانسان المراكشي ؟
يمكن القول "الترحيب" ، استضافته للغريب (البراني) ، بحيث لا يتوانى على مساعدته الى حين اتخاده الطريق التي يبتغي ، للاسف ذهبنا لأمكنة ومدن أخرى لم يستضيفنا احد مثل الاستضافة المراكشية ...وهذه ميزة في المراكشين الجود والكرم والنكتة.
النكتة كيف ذلك ؟
النكته المراكشية الحمد الله تجلعنا دائمي الابتسامة والضحك، بالرغم انه احيانا " تتكون السكين واصلا العظم وهذا مني وجبد"، اكون دائمة الابتسامة والمرح حيث استيقظ صباحا رغم الظروف واستقبل الناس بوجه بشوش. يعني بين قوسين "ضاحكة على خلاها وجلاها ".
ماهي أبرز الأشياء التي يجب تغييرها بمراكش ؟
هناك العديد من الاشياء يجب تغيرها ، ونحن بصدد التغيير كما ان المدينة لها مستقبل واعد.
هل ممارسة انثى للسياسة في مراكش أمر سهل؟
مراكشية في السياسية ....هي أمر صعب قليلا ، لاتزال العقلية الذكورية تضغط على ساكنة مراكش ، هنا في المدينة من لايزال يرفض ان تكون المرأة قوية عليهم أو تتجاوزهم... هناك عدم رضى في هذا الصدد رغم المحاولات لمجاراة الأمر ... الناس ديالنا الله يهديهم.
كما نقول لمراكش رجالاتها وايضا يمكن اليوم القول ان لمراكش نساءها ايضا ، كيف كان واقع المراة المراكشية سابقا ؟
المراكشية سابقا وانطلاقا من ما عشته مع جدتي الله يرحمها ، كان هناك حشمة ووقار ، وهو الأمر الذي تتميز به المراكشية الأصيلة اليوم، لحد الأن لا تزال الحمشة والصواب ، أو ما يمكن تلخيصه في الأخلاق ديال زمان، وكل من أسعفه الحظ السكن في مراكش يمشي على قواعده وتربيته ولله الحمد.
بالرغم من ذلك هناك بعض التقاليد والعادات التي اندثرت في مراكش ؟
هناك العديد من العادات لم نعد نلامسها اليوم مثل دفئ صلة الرحم ... الجورة اتذكر طفولتي كانت امي تجتمع مع الجارات كل مساء وكن يأتين بالراغيف والبغرير.... اليوم لم يعد هناك تبادل ودفئ بين الجيران والعائلات ، هذا الأمر عشناه مع الآباء حيث كان هناك قرابة بين الجيران كأننا عائلة وهو الأمر الذي نفتقده اليوم .
وأتمنى العودة الى التقاليد ، حيث الجار يسأل على جاره ، كما ان الزمن أسهم في هذا التغير لم يعد لدينا الوقت وسط الانشغالات الحياتية.
هل هذا ينطبق على الشهر الكريم ؟
رمضان له طبع خاص العائلات تبادل الشهيوات يلتقي الأحبة ، ورمضان في مراكش له ميزة خاصة ولا يعلى عليه .
ورمضان اجد فيه راحتي واجد ذاتي مع عائلتي وأحبابي ، واعمل على طهي الشيهوات .... في هذا الشهر احس بكوني امرأة عكس الأيام الأخرى التي يتعين علينا التعامل كالرجال .
تعليقات
إرسال تعليق