أكدت مصادر متطابقة أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية استمعت على مرحلتين خلال الأسبوع الجاري للنائب البرلماني التجمعي محمد الحيداوي، رئيس فرع أولمبيك آسفي لكرة القدم، وذلك بناء على تعليمات الوكيل العام لمحكمة الإستئناف بالدار البيضاء، والذي أمر بالإستماع لكافة المتورطين في فضيحة “المتاجرة” و”السمسرة” في تذاكر مباراة نصف النهائي التي جمعت المنتخب المغربي ونظيره الفرنسي برسم نهائيات كأس العالم قطر 2022.
وحسب ذات المصادر، فقد أعادت الفرقة الوطنية الاستماع لمحمد الحيدواي يوم أمس الجمعة 23 دجنبر الجاري، وذلك على بعد يومين من الاستماع له في نفس الملف، في حين من المرجح أن يتم الاستماع للعديد من الأطراف المتورطة في الموضوع.
ومن المنتظر أن يتركز التحقيق مع الحيداوي حول ظروف وملابسات إنفاقه لمبلغ يقارب 60 مليون سنتيم بدولة قطر، علما أن القانون المغربي لا يسمح إلا بإخراج أكثر من 100 ألف درهم، (10 ملايين سنتيم) خارج أرض الوطن.
وكان الحيداوي قد صرح أثناء تعقيبه على المكالمة المسربة ” لدي مصنع يشغل 300 شخص، ومنذ أن وصلت إلى قطر صرفت 50 أو 60 مليونا، فكيف يمكن أن أطمع في مئات الدراهم من بيع التذاكر للجماهير؟”.
وكانت هذه الفضيحة قد شغلت الرأي العام الوطني خلال منافسات كأس العالم الأخيرة، حيث وجد المشجعون المغاربة صعوبة كبرى في الحصول على تذاكر مباريات المنتخب المغربي، قبل أن يتم تداولها في السوق السوداء من طرف شخصيات وازنة، من بينهم أعضاء جامعيون، في حين تم الترويج عبر مواقع التواصل الإجتماعي لتسجيل صوتي منسوب للبرلماني الحيداوي، وهو يتفق مع شخص على مبلغ 12 ألف درهم مقابل تذكرتين لحضور إحدى مباريات المنتخب المغربي، وهو التسجيل الذي أقر الحيداوي بصحته، مع تأكيده على أنه تم اجتزاء كلامه عن السياق الذي ورد به.
وأثار هذا التسجيل الصوتي ضجة كبرى، حيث وصف فرع آسفي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، في بيان له في الموضوع، سلوك الحيداوي “بالتصرف المنحط والغير أخلاقي”، و “كانت له تداعيات مضرة بسمعة الوطن على خلاف السمعة الطيبة التي خلفها الفريق الوطني بفضل المجهود الجبار الذي قام به لرفع راية الوطن”.
وندد الفرع بـ “استغلال بعض السماسرة لمأساة المشجعين المغاربة بمونديال قطر لمراكمة الأموال على حساب معاناة مواطنين بسطاء كان شغلهم الشاغل تشجيع الفريق الوطني”.
و طالب الفرع الحقوقي “بتفعيل الإجراءات والمساطر القانونية في حق من أساء لسمعة الوطن خلال تظاهرة عالمية من حجم كأس العالم”، ووصف هذا الفعل بـ” الانتهازي الحقير و الجبان”.
كما طالب الفرع في شكاية وجهها لرئيس النيابة العامة بالرباط يوم 21 دجنبر الجاري، حصلت الصحيفة على نسخة منها، بفتح تحقيق في الموضوع.
المراكشي
تعليقات
إرسال تعليق