المعهد المغربي الكندي لدراسات الهجرة والتبادل الثقافي يناقش موضوع النصب والاحتيال على الحالمين بالهجرة إلى كندا + فيديو
استضاف المعهد المغربي الكندي لدراسات الهجرة والتبادل الثقافي المغربي الكندي أنس أبو البارود، المستشار المعتمد في الهجرة والمستقر في مدينة كالغاري بمقاطعة ألبرتا الكندية، من أجل مناقشة موضوع النصب والاحتيال على الحالمين بالهجرة إلى كندا.
اللقاء الذي قامت بتنشيطه الباحثة في سوسيولوجيا وآداب الهجرة مديرة المعهد المذكور فيروز فوزي، تناول بالشرح والتحليل كل ما يتعلق بهذه الظاهرة التي أصبحت مطروحة بقوة في الآونة الأخيرة.
وقال أنس أبو البارود إن هذه الظاهرة “هي نتيجة حتمية لتنامي الطلب على الهجرة وسعي كثيرين إلى تحقيق هذا الحلم بشتى الوسائل دون تبين أو تكبد عناء البحث عن مدى مصداقية العروض المقدمة إليهم”، مصدقين وعود جهات وأفراد يوهمونهم بإمكانية الهجرة بأسرع الطرق مقابل مبالغ مالية كبيرة قد تتجاوز بكثير التكاليف والواجبات الفعلية لمساطر طلب الهجرة كما تقرها الجهات الرسمية.
وعزا المتحدث سقوط البعض ضحية عمليات النصب، إلى “قوة الأمل التي تحجب قدرة العقل على التمييز بين الممكن وغير الممكن، وهذا ما يستغله المحتالون في مجال الهجرة”، موردا أن “من أساليب الاحتيال والنصب على الحالمين بالهجرة، اللعب على الأحاسيس والأماني، وميكانيزمات أخرى، كانتحال الصفة، كأن يتخذ المحتالون أسماء وبيانات غير صحيحة، ويطلقون مواقع كاذبة مع الحرص على أن تكون شبيهة بالمواقع الرسمية للإيقاع بالحالمين بالهجرة إلى كندا”.
وربط المستشار المغربي الكندي الوقوع في شراك المحتالين، بـ”ميل البعض إلى البحث عن الحلول السهلة والسريعة، خاصة إذا كانوا يدركون أن حظوظهم في الهجرة صعبة أو تقتضي إجراءات وتدابير قد تأخذ وقتا طويلا وجهدا كبيرا، فيتوجهون نحو هذه الجهات التي تقدم وعودا وهمية بإمكانية تحقيق الحلم بسرعة وبأسهل الطرق وأقلها صعوبة، ويقبلون نتيجة ذلك دفع المال بسهولة إلى هذه الجهات المحتالة”.
وأكد أنس أبو البارود أن “ضحايا عمليات النصب والاحتيال في الهجرة يتحملون جانبا من المسؤولية، باعتبارهم أولا اختاروا التهاون في البحث وجمع المعلومات حول الجهة التي يتعاملون معها بخصوص الهجرة، وذلك بعدم اللجوء إلى الجهات والمصادر الرسمية الموثوقة المفتوحة للجميع وبأيسر الطرق عبر مختلف مواقع الأنترنت والتواصل الاجتماعي، خاصة أن قرار الهجرة يعتبر قرارا كبيرا وصعبا في حياة الأفراد، يستحق أن يولى كل التركيز واليقظة في دراسته من جميع جوانبه وأبعاده ومقتضياته”.
وألح مستشار الهجرة على ضرورة “التقصي والبحث جيدا في موضوع الهجرة بطريقة شخصية، أو اللجوء إلى خدمات خبير مستشار لدى مكاتب الهجرة المعتمدة التي عرفت انتشارا في الدول العربية كما في كندا”، محذرا في الوقت ذاته من “الوقوع في الاحتيال من طرف بعض هذه المكاتب نتيجة سوء استعمال أو توظيف بعض العبارات التي تحتمل استخدامات عدة، كعبارة مقبول في برنامج معين من برامج الهجرة إلى كندا، فقط لأن صاحب الطلب يتوفر على الحد الأدنى من الشروط المطلوبة، كما أن هذا لا يعني حتما ضمان التوصل بدعوة رسمية للتقدم بطلب التسجيل للهجرة لدى الجهات المختصة”.
وتطرق المستشار المغربي الكندي أنس أبو البارود، في ختام اللقاء، إلى أهمية حضور البعد الأخلاقي في مجال تقديم الاستشارات في الهجرة، وشدد على “الأمانة والصراحة والصدق والإنسانية في أي تعامل بين الراغب في الهجرة ومستشار الهجرة”.
تعليقات
إرسال تعليق