شهد دوار تاوريرت بجماعة أوريكة صباح الأحد 3 نونبر حادثاً خطيراً بعد تعرض ثلاثة أشخاص، من بينهم طفل، لاعتداء دموي من كلب مسعور هاجم المارة بشكل مفاجئ وهو في حالة هيجان، متسبباً لهم في إصابات متفاوتة الخطورة. وقد نقل الضحايا على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بتحناوت لتلقي العلاجات الضرورية، فيما عمّ الخوف والهلع بين سكان الدوار عقب انتشار خبر الهجوم، خاصة وأن الكلب ظل طليقاً دون تدخل فوري لاحتوائه أو منع تفاقم الخطر.
هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها بالمنطقة، فقد سبقتها قبل أيام فاجعة بجماعة مولاي إبراهيم، حيث تعرض طفل لا يتجاوز أربع سنوات لهجوم مماثل أدى إلى إصابته بجروح بليغة في الوجه استدعت عملية جراحية مستعجلة. وتزايدت خلال الشهور الأخيرة حالات الإصابة بعضات الكلاب الضالة بدائرة تحناوت، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة الانتقادات الموجهة إلى مكتب حفظ الصحة المشترك، المتهم بالتقصير في أداء مهامه الوقائية، لاسيما مع استمرار انتشار الكلاب الضالة بكثافة دون حملات منتظمة للتلقيح أو التعقيم أو جمعها بشكل احترافي ومستمر.
ويرى فاعلون جمعويون أن تدخلات المكتب تبقى موسمية وظرفية، ولا تأتي إلا بعد وقوع حوادث مأساوية، وهو ما اعتبروه إخلالاً واضحاً بمسؤولية المؤسسة التي يفترض أن تكون خط الدفاع الأول لحماية صحة المواطنين. وتطالب الساكنة اليوم بتفعيل استراتيجية محلية دائمة لرصد الوضع الصحي للكلاب المنتشرة في الجماعات والدواوير، وتنفيذ حملات وقائية مستمرة للتطعيم وتطهير المناطق الموبوءة، بدل الاكتفاء بردود فعل متأخرة لا تمنع وقوع ضحايا جدد. فسلامة السكان، وعلى رأسهم الأطفال، لا ينبغي أن تكون رهينة بتدخلات متقطعة أو سياسات غير فعالة في مواجهة خطر صحي قابل للسيطرة إذا توفر التخطيط والاستباق.

تعليقات
إرسال تعليق