تفاصيل جديدة في قضية المقاول الذي لهف تعويضات متضرري الزلزال بجماعة ثلاث نيعقوب قبل أن يختفي عن الأنظار
باشرت عناصر الدرك الملكي التابعة للمركز الترابي إقليم الحوز، أخيرا، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة، لكشف ملابسات قضية إجرامية تلاحق مقاولا للبناء “طاشرون”، تتهمه مجموعة من الأسر المتضررة من زلزال الحوز بالنصب عليها في مبالغ مالية مهمة، باسم إعادة الإعمار.
وحسب مصادر “الصباح”، فإن المشتبه فيه أسقط العشرات من الضحايا في شركه بعدد من الدواوير بتراب جماعتي ثلاث نيعقوب وإجوكاك، بعد إيهامهم بالتكفل ببناء مساكنهم، بعد حصولهم على دعم مالي من الدولة، تم تخصيصه للمتضررين من زلزال الحوز، الذين تضررت منازلهم كليا أو جزئيا.
وأضافت المصادر ذاتها، أن المقاول المتهم أوهم ضحاياه الحالمين بمغادرة الخيام والعودة إلى مساكنهم، بإمكانية تسريع عملية البناء لضمان الاستقرار الأسري، مقابل تسليمه مبالغ مالية من الدفعة الأولى، التي قررت الحكومة صرفها للمستفيدين لمباشرة أشغال البناء في انتظار صرف دفعات أخرى لمواكبة تقدم عمليات البناء والإعمار كعدد من الأسر التي نجحت في العودة إلى منازلها، وهو العرض الذي تم قبوله من قبل الراغبين في الاستفادة.
وأفادت مصادر متطابقة، أن المقاول استغل وضعه الاعتباري، المتمثل في الإشراف على عمليات بناء المنازل، ليشترط منحه مبالغ أولية لضمان الاستفادة من خدماته، ما جعل ضحاياه بعدد من الدواوير بحماعتي إجوكاك وثلاث نيعقوب يسلمونه المبلغ المحدد، بعدما حصل على ثقتهم بإيهامهم بجدية عرضه عن طريق توقيع التزام مكتوب، يتضمن تفاصيل التعاقد معهم، للتكفل بعملية إعادة بناء منازلهم، التي تضررت، إما بشكل كلي أو جزئي من زلزال 8 شتنبر 2023.
وتفجرت الفضيحة المدوية، بعد أن قرر عدد من الضحايا التقدم بشكايات ضد المقاول، تتضمن تفاصيل تعرضهم للنصب والاحتيال من قبل المشتكى به، بعد أن عمد إلى قطع جميع أشكال التواصل معهم، بمجرد تسلمه الدفعة الأولى من المبالغ المخصصة لعملية إعادة الإعمار، إذ لم يف بعهوده والتزاماته لفائدة زبنائه، رغم توقيعه على وثيقة “التزام”.
واستنفرت المعطيات التي تم التوصل بها النيابة العامة بابتدائية مراكش، التي أمرت عناصر الضابطة القضائية بإجراء بحث قضائي تحت إشرافها، لكشف ملابسات القضية وظروف وقوعها وتحديد هوية المشتكى به، في انتظار إيقافه والتحقيق معه، بعد أن أغلق هاتفه المحمول واختفى عن الأنظار، تاركا الضحايا يعانون بين مطرقة العيش تحت الخيام في البرد القارس، وسندان السطو على أموالهم التي منحتها لهم الدولة.
تعليقات
إرسال تعليق