رسالة من فاعل جمعوي بإمكدال إلى عامل إقليم الحوز: ربنا وحده يعلم كم تعاني النساء وأطفالهن حديثي الولادة بأعالي الجبال
رسالة إلى السيد رشيد بنشيخي عامل صاحب الجلالة على إقليم الحوز
من السيد محمد ايت وكريم رئيس جمعية الخير للتنمية والتعاون بدوار أمسلان.
من السيد محمد ايت وكريم رئيس جمعية الخير للتنمية والتعاون بدوار أمسلان.
الموضوع: إحداث وحدة طبية متنقلة بٱنتظام لفائدة ساكنة دوار أمسلان
سلام تام بوجود مولانا الإمام دام له النصر والتأييد
وبعد؛ نتأسف سيدي العامل المحترم كل الأسف مما يتعرض له عدد من الأمهات المرضعات وأبناءهن حديثي الولادة من معاناة أثناء تنقلهن للمركز الإستشفائي الذي يبعد عن الدوار بحوالي 20 كلم، بغرض تلقيح اطفالهن الصغار .. هذا الحق المشروع لطالما كلف الساكنة خسارة فلذات أكبادهم، فالتنقل في ساعات الفجر الأولى عبر مسالك جبلية وعرة وبوسيلة نقل عمومية تفتقر لأذنى شروط السلامة وسط أجواء قاسية وباردة جدا، أودت بحياة عدد من الرضع لسنوات طوال، وأهلكت صحة الأمهات القرويات المنخورة اصلا بقساوة الظروف الإجتماعية والمناخية بالأعالي، وزاد من معاناتهن غياب أي ترافع عنهن من الجهات المنتخبة بخصوص الملتمس، إذ نحيطكم علما سيدي العامل أنه سبق للوحدة الطبية ( ممرضتين) أن ٱنتقلت إلى الموقع عبر سيارة إسعاف تابعة للوزارة تحت طلبي الشخصي بمساعدة السيد قائد قيادة ويرگان - المنتقل- السنة الفارطة، بعدما أحدثنا كجمعية قاعة خاصة لمزاولة الطاقم لعمله، لكن للأسف سرعان ما تبخر الأمل وعادت الأمور إلى سابق عهدها، بعدما تسارع منتخبي المشيخة للركوب على المكسب، وٱشترطوا بناء المركز في نقطة ٱلتقاء الدواوير بدفع جميع الجمعيات بالوادي لمبلغ مالي معين ومعها الساكنة، الشيء الذي أفشل المخطط الفاشل أصلا قبل بدايته، سيما وأن المنتخبين عولوا على مبدأ إنجاحه من جيوب المواطنين بقمم الجبال، الذين يفتقرون حتى لأبسط ظروف العيش.
سيدي العامل المحترم، أحيطكم علما أنني تواصلت شخصيا مع السيد جادر مصطفى (مندوب وزارة الصحة بإقليم الحوز) لمرات عدة ولا أنكر أنه تفاعل مع المطلب بكل تحاور وواجب مهني ووطني، لكن للأسف الشديد لم نرى أي تفاعل واقعي_ مقنع، مادمنا لم نتلقى أي رد فعلي، فلا ننكر أن الظروف الصحية الراهنة تستدعي منا جميعا الصبر والثبات لتخطي المحنة، لكن لا يمكننا أيضا ان ننكر أن السياق نفسه يسعى لحفظ صحة الرعايا بالجبل ورفع المحن عنهم، لا سيما أن جلالة الملك نصره الله شدد في خطابه على أن العناية التي يعطيها لصحة المواطن المغربي، وسلامة عائلته، هي نفسها التي يخص بها أبنائه وأسرته الصغيرة.
سيدي العامل المحترم، ربنا وحده يعلم كم تعاني النساء وأطفالهن حديثي الولادة بأعالي الجبال _دوار أمسلان_ وهن يسرن نحو تلقيح أطفالهن بمركز إمگدال، في مسلك ذو منعرجات خطيرة وفي ظروف قاهرة، وخانقة وليوم كامل يبقين منتظرات حتى بعد قضاء مأربهن، حتى تشفع لهن وسيلة نقل البضائع ليتسلقنها إلى وجهتهن راجعات في آخر النهار، فالمسار يأخذ منهن ومن أبناءهن الكثير، فحقهن المشروع يكلفهن صحتهن وحياة فلذات أكبادهن، لذا نلتمس من سيادتكم أن تأمروا بكل وطنية ومسؤولية، وعلى وجه السرعة بالوقوف على المطلب ورد الإعتبار لهؤلاء، وجعل هذا الحق على الرعايا نعمة عوض نقمة.
من هنا دوار أمسلان نتقدم إليكم سيدي العامل المحترم برسالتنا الإستعطافية هاته، وهي مشفوعة بكل التقدير لشخصكم، راجين من الله العلي القدير ان تولوها ٱهتمامكم، وأنتم أهل التعاون المثمر والعمل الجاد، وان تتعاطفوا مع الحالات المنشودة للمرضعات وأبناءهن بكل إنسانية، وان تسارعوا لٱنقاذ مايمكن إنقاده، لأن الحالة الإجتماعية والعائلية اصبحت تجبر على الرحيل من هذه الأرض الطيبة أهلها، و أملنا في الله، ثم فيكم لترجمة حلم من جعل الله الجنة تحت أقدامهن إلى حقيقة.
وفي الأخير تقبلوا سيدي طلبي بفائق التقدير والإحترام الذي يليق بسيادتكم
محمد ايت وكريم
فاعل جمعوي
دوار أمسلان جماعة إمگدال، عمالة الحوز
تعليقات
إرسال تعليق