ماء العينين عناني / التحدي
تواصل المرأة المغربية إبراز قدراتها في مجالات كانت بالأمس القريب حكرا على الرجال. لم يعد منظر سيدة خلف مقود سيارة أجرة أو شاحنة غريبا في بعض المدن المغربية، لكنه يبقى نادرا ويحتاج إلى قدر كبير من الشجاعة والتحدي والصبر في مناطق أخرى خاصة تلك التي يغلب عليها الطابع القروي.
مليكة زراف سيدة تهوى السياقة واختارت أن تكون مهنتها ومصدر رزقها.
التحدي : حدثينا عن أسباب وظروف احترافك لمهمة سياقة سيارة الأجرة؟
مليكة زراف : بالنسبة لتجربتي كسائقة مهنية لسيارة الأجرة كان مصادفة. سبق وأن تحدثت لأحد المهنيين والذين رحبوا بي وبالفكرة بل وأقاموا حفلا لي كأول سائقة مهنية لسيارة الأجرة في إقليم الحوز والذين أشكرهم للثقة التي وضعوها بي. صراحة أنا أتمنى أن ابذل قصارى جهدي في هذا المجال فأنا أعشق السياقة وأتمنى أن أكون نموذجا للنساء القرويات بالإقليم ان شاء الله وسأتحدى كل الصعاب.
التحدي : كيف تمكنت من مجابهة الرجال في هذا المجال؟
مليكة زراف : بالنسبة لهذا التحدي فهو أمر ليس بالسهل، أنا قبل أن أدخل هذا المجال كنت أرى الأمر شيئا عاديا وبسيطا، لكن عندما أصبحت سائقة مهنية وأول سيدة في المنطقة تلج هذه المهنة أيقنت أن الأمر غير ذلك. عندما خضت التجربة اكتشفت أن التحدي صعب جدا وتجربة أصدقائي المهنيين علمتني الكثير واستفدت من تجربتهم . هو بالفعل تحد صعب، أول شيء هو المواعيد المعتادة للنوم والأكل وغيرها والتي أصبحت مرتبطة بمواعيد العمل والزبائن. الحمد لله وأطلب من الله أن يوفقني .
التحدي : ماذا عن مدخولك من هذه المهنة وهل تكفي لتغطية المصاريف وأداء حصة صاحب المأذونية؟
مليكة زراف : صراحة بالنسبة للمداخيل، أنا أولا وقبل كل شيء أعشق هذه المهنة، والمداخيل لا تهمني في هذه المرحلة، الآن أنا أمارس عملا بحب وأريد أن ابرز كفاءتي. أقوم بإرضاء صاحب “الروسيطة” الذي وضع في الثقة وما بقي من ربح فأنا قنوعة به. بالنسبة لزملائي فهم دائما بجانبي وفي بعض الأحيان يقومون بمنحي بعضا من سفرياتهم في محاولة منهم لتشجيعي على الاستمرار. لحد الآن لم أجد أي مشكل وأتمنى أن تكون لي سيارة أجرة خاصة بي وأنا بدوري سأعطي الفرصة لأشخاص آخرين للعمل في هذا المجال .
تعليقات
إرسال تعليق