الصحافي التويجر إلى البرلماني المهاجري: متخوف من مآل جرأتكم التي افتقدناها.. لأنكم تقضون مضاجع الديناصورات المسلطة على رقاب الشعب المغربي الطيب
رسالة مفتوحة من المذيع التويجر إلى البرلماني هشام المهاجري:
السيد النائب المحترم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
رغم انتسابي أصلا وفصلا إلى قبيلة أبي السباع الأبية، المنتمية ترابيا إلى إقليم شيشاوة، لم تسعفني الظروف من قبل في التشرف بمعرفتكم، لكني وجدت نفسي معجبا على غرار الآلاف مثلي بجرأتكم وبلاغتكم وتوفقكم في إقناع جمهور المتتبعين بدفوعاتكم التي أحرجتم بها مختلف الوزراء والمسؤولين الذين وضعتهم جائحة كورونا وظروفها الملتبسة المستعصية على الفهم أمام فوهة مدفع نقدكم .
لقد أسعفكم حدسكم في المراهنة على دور وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على المواطن المغربي وصناعة الرأي العام بسهولة متناهية لما توفره من سرعة انتشار الرسائل والمداخلات، بعدما كشفت الجلسات البرلمانية المنقولة مباشرة على شاشة التلفزيون والإذاعة الرسميين بوار سلعة مداخلات الفرق النيابية الكاسدة، وتسبب تسلط الرئاسة وتدخلها الخشن لمنع النواب في إتمام بسط طروحاتهم ، بدعوى التقيد بالمدد الزمنية المحدد في القانون الداخلي في نفور المشاهدين والمستمعين منها .
السيد النائب المحترم
لا أخفيكم أنني متخوف من مآل جرأتكم التي افتقدناها منذ زمن النائب حسن أكرام المنتسب للحركة الشعبية الذي لفت انتباه الرأي العام في إحدى جلسات تسعينيات القرن الماضي حين كسر كل الحواجز، مقرعا الراحل إدريس البصري الوزير القوي عراب أم الوزارات (الداخلية)، أو بدرجة أقل فتح الله ولعلو الذي أرغد وأزبد قبل أن يستكين بمجرد تقلده منصب وزير الاقتصاد…جرأتكم قد ترفعكم إلى أعلى عليين، ولكنها في الوقت ذاته قد تتهددكم بتأدية ثمنها غاليا، لأنكم بتتم تقضون مضاجع الدينصورات واللوبيات المستثيرة المسلطة على رقاب الشعب المغربي الطيب، مستبيحة خيراته في واضحة النهار، غير آبهة بحساسية الظرفية وخطورتها .
بكل صدق….أتمنى أن تواصلوا بذات الإصرار فضح الفساد والمفسدين، وألا تكون خرجاتكم لحظية، وحركات تسخينية استباقية في أفق الاستحقاقات الانتخابية القريبة.
وما دمتم تحملون على عاتقكم أمانة الدفاع على ساكنة شيشاوة المهمشة، فحبذا لو خصصتم جزء من مداخلاتكم لكشف حقيقة أوضاعها المحلية الهشة التي باتت معها واحدة من المدن الأكثر رزحا تحت مؤشر الصفر من حيث التنمية .
لقد ثبت بالملموس أن المدينة أدت وما زالت ثمن تجاهل وجهالة غالبية ممثليها السابقين وجريهم خلف قضاء مآربهم الخاصة دون إقامة أدنى وزن لمطالب الساكنة وحاجتها إلى عيش يحفظ كرامتها وإنسانيتها، دون إغفال أنها مسلوبة الإرادة مصفدة الأيدي والأقدام تجر خلفها نفور السلطة المركزية منها منذ بداية الستينات، بسبب سوء فهم “طائش” كان بالإمكان تجاوزه بكل يسر لو تحلى الطرفان بالحكمة والكياسة المناسبتين.
ومع ذلك، نجد أن سكان الإقليم الذين يقارب تعدادهم وفقا لإحصاء 2014 الأربع مائة ألف نسمة، وشبابها بالأساس (تقارب نسبته 70 في المائة )، رافضون لإملاءات ومناورات من يريد أن يحولهم إلى حطب يزيد شرارة الصراعات الحزبية والحسابات الانتخابية تأججا…
شباب يسعى بكل ما أوتي من قوة وعزة نفس إلى كسب قوته بالحلال، رغم افتقاد المدينة وجماعاتها الترابية لأدنى مقومات التنمية المستدامة، رافضا الصدقة والإحسان ونظرة العطف من أي كان، وأمله الوحيد المتبقى- بعدما سدت أمامه كل الأبواب والآفاق – عاهل البلاد الذي لن يرضى لأبناء المنطقة البقاء أسرى البؤس والفقر والتهميش.
بكل تأكيد، سيحتفظ التاريخ بذكراكم إن صوبتم سهام نقدكم نحو فضح تجليات القصور المسجلة بالمنطقة منذ إحداث العمالة مطلع يناير 1991 وتعيين العامل الراحل إدريس العموني على رأسها، لعل وعسى تحركون المياه الآسنة وتعيدون للمنطقة شيئا من كبريائها المفقود، وهي المعروفة عبر التاريخ بنضالها المستميت من أجل العزة والكرامة، واحتضانها للعديد من المدارس العتيقة التي تخرج منها المئات من حفظة القرآن الكريم وعلوم الدين، زد على ذلك انتساب العديد من الأطر الكفأة المميزة إليها ، التي تخدم بلدها بنكران ذات في مجالات شتى ( صحفيين ومهندسين وأطباء ورياضيين…)
السيد النائب المحترم،
قبائل عدة منتسبة للمنطقة كانت سباقة لتلبية نداء الوطن خصوصا تلك المنحدرة من الصحراء المغربية، ومستعدة على الدوام للتضحية بالغالي والنفيس كي يعيش المغرب موحد الربوع من طنجة إلى الكويرة تحت ظل شجرة الملكية المغربية الوارفة الظلال، ولا تنتظر مقابل ذلك من ممثليها ومنتخبيها سوى تنفيذ التعليمات السامية المتضمنة في خطب جلالة الملك كلما حل بمؤسستكم مفتتحا السنوات التشريعية المتوالية، الموصية بوضع المواطن وشؤونه وهمومه أيضا في صلب كل السياسات المجتمعية.
شكرا على سعة صدرتكم…وأملي أن تجد رسالتي المفتوحة هذه وقعها بخاطركم وبالكم، ولا شك أن الكثيرين من أبناء المنطقة يراهنون عليكم لتيسير رد الاعتبار لهذه المنطقة المهمشة المشتكية من عبث المفسدين الجشعين، محولين إياها إلى بقرة حلوب تروي طمعهم غير آبهين بأن ضرعها كاد ينضب كما جفت “عين أباينو” المجاورة التي كان بالإمكان تحويلها إلى منتجع سياحي ذائع الصيت لو توفرت الإرادة والوطنية اللازمين…
دمتم صوتا صداحا حاملا هموم سكان شيشاوة إيمانا واحتسابا دون تمييز بين عربها وأمازيغها، بعيدا عن أي رغبة في حب الظهور أو التموقع ، فلا داعي – السيد النائب المحترم – بأن أذكركم بأن عالم السياسة متقلب الأطوار، غير مؤتمن الجانب… الإرتقاء إلى قمته سهل ميسر، لكن الحفاظ على التميز فيه مستعصي على ذوي النفوس المريضة الذين تحركهم الأهواء والنزوات والحسابات السياسية
محمد التويجر صحافي رياضي بالإذاعة الوطنية بالرباط ، فخور بالانتماء إلى قبيلة أولاد أبي السباع
تعليقات
إرسال تعليق