على بعد 50 كيلومترا من مراكش في الطريق إلى سد لالة تاكركوست، بمنطقة أوزكيتة بإقليم الحوز، اختار لطفي صلاح الدين، وهو مهاجر مغربي، إطلاق مشروع سياحي فريد من نوعه، باسم “ألوان بربرية”، بعد أن عاد إلى بلده، وراكم تجربة فاقت 37 سنة، في المجال السياحي.
وقال لطفي في لقاء مع “الصباح”، إنه حرص على إحداث مشروع سياحي بمنظور جديد، يرتبط بمراكش وجهة سياحية عالمية، غير أنه يقدم للزبون وجها آخر من السياحة بالمغرب، من خلال السياحة الريفية، بطريقة حديثة، وفي إطار السياحة المستدامة والعادلة.
يقع المنتجع وسط الجبال على مساحة سبعة هكتارات، محاطا بمناظر طبيعية متنوعة، ولا يوجد قربه جيران مباشرون، مع إطلالة على جبال الأطلس والخضرة التي تزين جنبات المنتجع.
ويطغى الاعتماد على المنتوجات الطبيعية، على خدمات المنتجع السياحي، من خلال استعمال الإضاءة الطبيعية، وبالتالي تجنب الإضاءة الأساسية أثناء النهار، مع إضاءة فلورية مدمجة موفرة للطاقة، كما يتوفر على واجهات محمية من أشعة الشمس بالنباتات والأشجار، للتحكم بشكل أفضل في الحرارة بالخارج، وتقليص استعمال تكييف الهواء داخل المباني، كما يجري الاعتماد على الطاقة الشمسية الحرارية في تسخين الماء، واستعمال المنتجات المحلية والموسمية والمنتجات العضوية من التجارة المحلية.
يوفر “ألوان بربرية” لزبنائه، بالإضافة إلى الإقامة في مكان هادئ وسط سحر الطبيعة، أنشطة ثقافية وترفيهية متنوعة، إذ يغري الجبل المطل على الموقع بممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية مثل المشي لمسافات طويلة أو ركوب البغال أو الدراجات الرباعية وممارسة الطيران الشراعي من قبل المتخصصين في البحث عن المواقع المناسبة، والتنزه وتسلق الجبال والمنحدرات الشاهقة، تحت إشراف مرشدين جبليين متخصصين، والتجديف في منبع بحيرة تاكركوست، مع تنظيم مسابقات رياضية في كرة الشاطئ والكرة الطائرة والسباحة وألعاب أخرى، وأنشطة تعتمد فكرة بناء الفريق والعمل الجماعي.
كما يوفر المنتجع أنشطة مجانية من قبيل كرة الماء و”الميني غولف” وكرة السلة وتنس الطاولة وكرة القدم والألعاب اللوحية وغرف الألعاب، في حين يقدم خدمات بمقابل مادي، من قبيل ركوب الخيل والجمال والدراجات الجبلية والرباعية، والعربات التي تجرها الدواب، والطيران المظلي.
أعطى المنتجع حركية ومجالا للكسب والتجارة لدى سكان المنطقة، إذ يوفر شغلا دائما لأكثر من 20 شخصا، مع توفير التغطية الاجتماعية والطبية لهم، بالإضافة إلى وظائف موسمية لشابات وشباب قرية “تيفريوين” المجاورة للمنتجع، والمناطق المحيطة بها، بمعدل رواتب يقدر بنحو 300 ألف درهم في السنة، ما يساهم في الرفع من المستوى المعيشي للأسر التي تأثرت بشدة بالآثار السلبية للجفاف. وآثر صاحب المشروع الاعتماد بشكل كلي على يد عاملة من المنطقة، إذ ينظم تدريبا داخليا لتعريف شباب القرية الذين هم في سن العمل، بالتقنيات المهنية للتنظيف والطهو وتقديم الطعام وصيانة البنية التحتية للإيواء، كما يشجع المشروع سكان المنطقة على إنتاج محاصيل الخضر العضوية، من خلال تشجيع صغار ملاك الأراضي على إنتاج المواد الغذائية المحلية، مثل الخضروات والفواكه والدجاج البلدي وأغنام “السردي” والبيض والزهور، التي يطلبها المنتجع.
ينبني المشروع على سياحة مستدامة وعادلة مع إيماءة بيئية مسؤولة، بتقديم العديد من الخدمات في مكان واحد، تجمع الإقامة وتقديم الطعام وأوراش العمل وأماكن الاجتماعات الداخلية والخارجية والأنشطة الترفيهية، إذ تبدأ خدمات المنتجع من مراكش، حيث تتكلف وكالة تابعة للمنتجع، بنقل الزبناء في ظروف مريحة، وأغلبهم مجموعات أو أسر، ويقترح عليهم نوعان من الخدمات، إما الإقامة داخل خيام معدة بشكل ساحر، تتوفر على أبواب خشبية وبها مكيفات وكل وسائل الراحة، أو الإقامة داخل غرف “سويت” بها كل مقومات الإقامة المريحة والفاخرة، مع توفير قاعات للاجتماعات مجهزة بأحدث التجهيزات، والاستفادة من الأنشطة المتنوعة التي يوفرها المنتجع.
أتمنى يوما ما ان استثمر في هده المنطقة الرائعة
ردحذفحبد لو غير الاسم الى الوان امازيغية
ردحذف