نشرت جريدة مراكش الإخبارية في عددها الحالي تحقيقا مثيرا من توقيع الزميل مرشد الدراجي حول جملة من الاختلالات المالية والإدارية التي تتخبط فيها كل من المديرية الجهوية للثقافة بمراكش والمحافظة الجهوية للتراث الثقافي، وتم الاعتماد في هذا العمل الاستقصائي على وثائق ومستندات تبين استفادة مقاولات محظوظة من صفقات ترميم قصر البديع، مسجد الكتبية ومحيطه، باب أكناو، دار السي اسعيد وحدائق با احماد، وهي صفقات أثارت الكثير من الجدل في وقت سابق وتحدثت عنها العديد من الجرائد الورقية والمواقع الالكترونية، غير أن الجديد الذي جاءت به الزميلة مراكش الإخبارية في تحقيقها المثير هذا هو اعتمادها على وثائق لم يسبق نشرها من قبل، كما تم الكشف عن الكواليس التي مهدت الطريق للشركات المحظوظة لكي تستأثر بمجمل كعكة صفقات الترميم، منها مراسلات عبر البريد الإلكتروني بين المدير الجهوي وأحد المهندسين المحظوظين الذي يشرف على تتبع معظم مشاريع الوزارة بمراكش، وقد كان هذا المهندس موظفا سابقا بمفتشية المباني التاريخية بمراكش قبل أن يقرر الاستفادة من المغادرة الطوعية وتأسيس مكتب خاص بالدراسات التقنية.
ويبقى المحور المعنون ب "أصدقاء الأمس..شركاء اليوم خلف الكواليس" من أهم محاور التحقيق بحيث تمت إماطة اللثام عن شبكة من العلاقات بين مجموعة من المسؤولين بوزارة الثقافة ببعض المقاولين الذين فازوا بعدد من الصفقات، من جهة أخرى سلط التحقيق الضوء على تعثر مشاريع الملكية كمشروع ترميم دار السي اسعيد بعد إلغائه أربع مرات من طرف الخازن الإقليمي لعدم استيفائه الإجراءات القانونية الجاري بها العمل.
وعلاقة بموضوع ضعف أداء المديرية الجهوية للثقافة بمراكش، تم الكشف عن احتقان داخلي بين الموظفين وصراعات مع عدد من الإدارات العمومية. واختتم التحقيق مجرياته باستجلاء الرأي الأخر من خلال حوارين اثنين مع كل من المدير الجهوي للثقافة والمحافظة الجهوية للتراث الثقافي بمراكش. ويرى متتبعون أن وزارة الثقافة مطالبة بالتدخل من أجل إعادة الأمور إلى نصابها بهذه الإدارة التي أصبحت تتصدر المشهد الاعلامي بين الفينة و الأخرى بصفقات مثيرة للجدل، والكشف عن مصير تقارير اللجان التفتيشية التي حلت بمدينة مراكش في وقت سابق.
تعليقات
إرسال تعليق