تحولت نقمة الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز إلى “نعمة مائية”، حيث عادت الحياة إلى كثير من ينابيع من المياه، جفت منذ سنوات، وتفجرت ينابيع أخرى بفعل حدوث هزات متكررة في طبقات جيولوجية تحتوي على خزان قوي وكثيف من المياه.
وساهم توافر منابع المياه في ملء عدد من سدود المنطقة، حيث زاد سد يعقوب المنصور بـ0,257 مليون متر مكعب لتصل نسبة ملئه لـ38,2 مليون متر مكعب بنسبة 54,6 %، يليه سد أبي العباس السبتي بـ 18,9 مليون متر مكعب بنسبة ملء 76,3% بزيادة 0,011 مليون متر مكعب، ثم سد حسن الأول بـ39,5 مليون متر مكعب بنسبة 16,7 % بزيادة 0,177 مليون متر مكعب.
وقال الأستاذ الجامعي المختص في الماء ومدير متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب، عبد النبي المندور، إن حدوث تغير في صبيب المياه أمر وارد خلال الكوارث الطبيعية، مشيرا إلى أن الزلازل يمكن أن تسبب تزايدا قويا في صبيب المياه كما يمكن أن تؤدي إلى العكس.
وأكد الأستاذ الجامعي أن “تخزين الماء تحت الأرض يكون في طبقات جيولوجية إما قديمة أو حديثة؛ أي ممكن أن تكون طبقات مكونة من الكلس وتحتوي على خزان قوي وكثيف من المياه في مغارات تحت الأرض.”
وأوضح المتحدث ذاته أن هذه المغارات تتعرض إثر الهزات الأرضية إلى ضغط قوي يجعلها تنفجر بحيث تدفع قوة الحجر الماء المخزن تحت الماء ويأخذ مجراه فتزيد نسبة الصبيب بشكل عام.
وأضاف المندور أن صبيب بعض العيون التي جفت من الماء يصبح كثيفا لأن الإعصار أو الضغط الذي حدث يدفع الماء للخروج من المنابع.
وأبرز الأستاذ الجامعي المختص في الماء أن العكس وارد أيضا، بحيث توجد بعض عيون الماء الممتلئة لكن مع الضغط الذي يخلفه الزلزال وتكاثر الأحجار تقطع تماما، مشيرا إلى أن المسارات التي يمر منها الماء تسد بفعل تكاثر الأحجار، وتحبس من المياه الجوفية ما يؤثر أيضا على الصبيب.
وبلغ المخزون المائي للسدود إلى غاية 12 أكتوبر من السنة الماضية 3.9 مليارات متر مكعب، أي ما يعادل 24.3% كنسبة ملء إجمالي، مقابل 37.2% سجلت في التاريخ نفسه السنة الماضية.
وحسب وزارة التجهيز والماء فإن الوضعية مقلقة، حيث بلغ حجم الواردات المائية في الفترة ما بين الأول من شتنبر 2021 إلى 31 غشت 2022 ما يناهز 1.98 مليار متر مكعب، بانخفاض بـ 85% مقارنة بالمعدل السنوي.
وأعلنت الحكومة المغربية خطة الطوارئ المائية لمواجهة حالة الإجهاد المائي بالبلاد، والتي زادت حدتها مع موجة الجفاف القاسية.
تعليقات
إرسال تعليق