تبدل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جهدا لتوفير الوسائل من أجل تشجيع النجاح المدرسي، في إقليم الحوز، الذي يغلب عليه الطابع القروي والجبلي، ومن ثمة معالجة الأسباب الرئيسية للهدر المدرسي، الذي قد يجعل عددا كبيرا من الشباب عرضة للتهميش.
وهكذا، تم، منذ إطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2023)، تدشين أو إعطاء الانطلاقة لعدد كبير من المشاريع على مستوى إقليم الحوز، انطلاقا من القناعة بأن التربية والتكوين يمثلان، دون أدنى شك، ركيزتي أي تنمية مستدامة منشودة.
وتمثل الثانوية الإعدادية لجماعة أوكيمدن، في هذا الاتجاه، نموذجا حيا في ما يتعلق بالجهود المبذولة لتعزيز البنية التحتية التربوية أكثر، وكذا العرض المدرسي في هذه المنطقة الجبلية.
وتستقبل هذه المؤسسة، التي تم إنجازها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغلاف مالي بلغ 7ر1 مليون درهم، 350 تلميذا ينحدرون من مختلف الدواوير التابعة لهذه الجماعة القروية، التي تمتد على مساحة شاسعة من المرتفعات والجبال.
ومن أجل تحسين الولوج إلى المؤسسة انطلاقا من الطريق الإقليمية رقم 2030، تم تشييد طريق معبدة بتكلفة إجمالية وصلت إلى 160 ألف درهم، حيث يستفيد من هذا المشروع، الذي مولته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التلاميذ، وكذا الأطر الإدارية والتربوية، التي أصبحت تصل إلى المؤسسة بسهولة.
وأوضحت مديرة الثانوية الإعدادية، أسماء المونيا، في تصريح للصحافة، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت بشكل كبير في التشجيع على التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي في هذه الجماعة القروية، “حيث كان التلاميذ مجبرين، في ما مضى، على قطع عدة كيلومترات، وفي ظروف صعبة، من أجل مواصلة دراستهم”.
وأضافت المونيا أن هذه المؤسسة التعليمية تعمل جاهدة على محاربة ظاهرة الانقطاع عن الدراسة، والنهوض بتمدرس الأطفال، وخاصة الفتيات، قصد “المساهمة في القضاء على غياب التلاميذ بسبب بعد المسافة”، مشيرة إلى أنه أصبح بمقدور 350 تلميذا متابعة دراستهم في ظروف جيدة.
وقد أكد هذا المعطى بعض التلاميذ، الذين يقنطون على مقربة من هذه المؤسسة، والذين لم يترددوا في التعبير عن سعادتهم وامتنانهم للمسؤولين عن هذا المشروع، الذي يعتبرونه، بما لايدع مجالا للشك، “ضمانة” لاستمرارية مسارهم الدراسي.
وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي التابع لعمالة إقليم الحوز، فقد تمت برمجة 15 مشروعا تنمويا بغلاف مالي يفوق 6ر6 ملايين درهم، خلال الفترة ما بين 2019-2021، تتعلق بمختلف محاور البرنامج الأول من المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويساهم البرنامج الأول من المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في الحد من الفوارق القائمة، إن على الصعيد الاجتماعي أو المجالي، وخاصة في خمسة قطاعات ذات الأولوية، هي الصحة، والتربية، والمسالك والطرق، والماء الصالح للشرب، والكهربة القروية.
يذكر أن تنفيذ هذا البرنامج يتم من خلال المساهمة في برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، وكذا التدخلات المباشرة من أجل إنجاز البنيات التحتية ذات التأثير القوي، التي تتلاءم مع السياق المحلي.
تعليقات
إرسال تعليق