أعطيت، يوم الاثنين الماضي، انطلاقة أشغال انجاز مشروع ايكولوجي واعد يتمثل في معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها بمحطة تم إحداثها على مساحة 130 متر مربع بمركز دار الطالبة التابع للجماعة الترابية أوريكا باقليم الحوز، وذلك نتيجة شراكة بين الوكالة الألمانية للتعاون الدولي من أجل التنمية ، في إطار مشروعها "خلق فرص عمل في قطاع الصرف الصحي القروي في المغرب، وجمعية حوض أوريكا الخيرية والإنمائية.
ويتعلق هذا المشروع، الذي رصد له مبلغ إجمالي ب 500 480 درهم، بمعالجة وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي في دار الطالبة بواسطة تقنية "مرشح التربة" الجديدة، التي تجمع بين الأداء والمتانة، تتميز بانخفاض تكلفة الاستثمار والصيانة فيها وجوانبها البيئية والدائرية بالاعتماد على تقنيات ووسائل متطورة تأخذ بعين الاعتبار أحدث المعايير العالمية في هذا المجال.
ويهدف هذا المشروع، الذي من شأنه أن يحسن من إطار عيش الساكنة المحلية وتمكينها من بيئة سليمة، إلى زيادة الوعي وتعزيز دور الشباب في الحفاظ على الموارد الطبيعية والتعليم البيئي من أجل المشاركة في الحفاظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة.
وتتكون محطة معالجة المياه التي يتم ضخها بالطاقة الشمسية من شاشة، وخزان للصرف الصحي، وفلتر تربة عمودي، وفلتر تربة أفقي، وحوض تخزين لمياه الصرف الصحي المعالجة لإعادة استخدامها في ري المحاصيل.
ويجسد هذا المشروع الجهود الدؤوبة المبذولة على الصعيد الإقليمي، قصد تمكين الجماعة الترابية أوريكا، من مشاريع مهيكلة ومندمجة تروم إرساء الأسس لتنمية مستدامة ومندمجة قوامها حماية البيئة.
وتبلغ الطاقة العلاجية لهذه المحطة، 16 متر مكعب في اليوم ، ستروي هكتارا واحدا من المحاصيل المكونة من البستنة والنباتات العطرية والطبية والزهور والأعشاب والمساحات الخضراء لمؤسسة دار الطالبة بأوريكا.
وسيسمح هذا المشروع الايكولوجي النموذجي بترشيد موارد المياه والحفاظ على المياه الجوفية من خلال الاسغناء عن استخدام المياه العذبة للري بمياه الصرف الصحي المعالجة، وبالتالي توفير المياه العذبة للاستخدام المنزلي وتقليل فواتير الماء بحوالي 60 في المائة.
كما يتضمن دمج مبادئ التنمية المستدامة والاقتصاد الدائري في المدارس القروية ، وإنشاء منصة تعليمية توضيحية يمكن استخدامها لتحريك الزيارات الفنية وجلسات التدريب، العمل العملي للطلاب ، والتوعية وتعزيز دور الشباب في الحفاظ على الموارد الطبيعية والتعليم البيئي ، والمساهمة في التخفيف والتكيف مع آثار تغير المناخ والتوعية وتحسين المعرفة من السكان المستهدفين من حيث إدارة المياه ، وبالتالي خلق جيل جديد مسؤول عن التحديات البيئية.
وأشاد محمد أكنسوس رئيس جمعية حوض أوريكا الخيرية والإنمائية، في كلمة ألقاها بالمناسبة، بالأهمية الاجتماعية والبيئية لهذا المشروع النموذجي الموجه نحو تحسين شروط العيش بالجماعة الترابية أوريكا بشكل يستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة.
وحسب المبادرين في هذا المشروع ،فإن تقنية "مرشح الأرضية"، التي تتميز أيضا بغياب الروائح الكريهة والتأثير البصري بالإضافة إلى احتلالها المنخفض للأسطح، أثبتت أنها حل تنقية وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي التي تستحق التعميم في مختلف مراكز استقبال التلاميذ والمؤسسات اللامركزية وكذلك البلديات القروية.
وتقدر إمكانات الموارد المائية الطبيعية في المغرب بنحو 22 مليار متر مكعب في السنة، ووفقا للدراسات المنجزة في هذا المجال، فإن الموارد المائية المحتملة تتجه إلى الانخفاض أكثر تحت تأثير تغير المناخ،ويتطلب هذا التطور مواجهة التحدي المتمثل في الإدارة المستدامة من خلال البدء بحماية الموارد الحالية وإدارتها على أفضل وجه، حيث تعتبر معالجة مياه الصرف الصحي ضرورية لمنع تدهور النظم البيئية المائية والأمراض التي تنقلها المياه بسبب تلوث إمدادات المياه العذبة.
تعليقات
إرسال تعليق