أقدمت نساء قرية أمندار بجماعة أغبار التابعة ترابيا لإقليم الحوز،على تنظيم عملية” تيويزي” لمساعدة أزواجهن وآبائهن في بناء مسجد في القرية التي تقع بين قمم جبال الأطلس الكبير.
وبمبادرة منهن تجندت نسوة القرية، وقمن بنقل أطنان من الطوب على ظهورهن عبر مسالك جبلية، دون كلل أو ملل، وإيصالها للرجال المنهمكين بتشييد مسجد القرية السالفة الذكر.
ولقيت هذه المبادرة التي شاركت فيها العشرات من نساء أمندار، تفاعلًا وإشادة واسعة من طرف رواد مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي واصفين إياهن بلبؤات الأطلس.
وفور انتشار المقاطع المصورة، التي تُظهر من بات يطلق علين “لبؤتين الأطلس” وهن ينقلن الطوب على ظهورهم، حتى سارع العديد من المحسنين للمساهمة في بناء وتجهيز مسجد الدوار، كما قام البعض الآخر بتوزيع كميات مهمة من المواد الغذائية الأساسية على سكان القرية المعنية.
وفي تصريحات خصوا بها جريدة “العمق المغربي” فقد أكد عدد من سكان الدوار، أن هذه المبادرة ليست هي الاولى التي تنخرط فيها نساء هذه القرية النائية، مشيرين إلى نساء دوار امندار وغيرها من دواوير أغبار وعموم قيادة تلات نيعقوب، سبق لهن أن اعتمدن مبدأ “تيويزي” لتنفيذ عدة مصالح فردية وجماعية بكل تلقائية ودون مقابل.
وإلى جانب اسهامها في إبراز خصلة “تويزي” التي تميز معظم قرى المغرب، فقد ساهمت هذه المبادرة أيضا في إظهار جانب آخر لقرية أمندار وغيرها من قرى جماعة أغبار، المتمثل العزلة عن العالم الخارجي، الذي تعيش فيه بسبب غياب أدنى المتطلبات الأساسية للعيش الكريم، وتواجه ظروفا حياتية صعبة، حولت حياة الساكنة إلى جحيم حقيقي لا يطاق خاصة في فصل الشتاء.
ووفق تصريحات أبنائها، فإن هذه المنطقة، تفتقر إلى طريق معبدة تسهل تنقل هذه الفئة من المواطنين إلى مركز الجماعة لقضاء أغراضهم الادارية والأسواق الأسبوعية والمراكز الصحية والمؤسسات التعليمية، الإعدادية منها والثانوية، كما تفتقر لجميع أنواع شبكات الاتصال.
ويطالب سكان هذه القرية والقرى المجاورة لها التابعة ترابيا للإقليمين الحوز وتارودانت، من السلطات المعنية والمجالس المنتخبة، بضرورة التدخل العاجل لإخراج هذه المنطقة من الفقر والبطالة والتهميش والنسيان.
عن العمق
تعليقات
إرسال تعليق