كلما لاحت تباشير موسم القنص، وفتحت الغابة ذراعيها لاستقبال حملة السلاح، خلال الفترة من شهر أكتوبر إلى فبراير من كل سنة، وهو التاريخ الذي يصادف موسم القنص في المغرب بحسب قوانين المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إلا وتوجه الموكب الملكي صوب منطقة صيد، تارة بضواحي بوزنيقة وتارة عين عودة أو غابة زعير، وحين يصادف موسم الصيد وجود الملك محمد السادس خارج العاصمة في مدينة مراكش، يشد الرحال نحو جبال منطقة الحوز.
يعرف الملك خريطة «المصايد» ويعرف أنواع الطرائد التي تنتشر في كل منطقة، كما يلم بعالم المحميات الواقعة بجبال الأطلس الكبير خاصة بمنطقة أيت أورير ضواحي مدينة مراكش، أو في جبال إفران، أو في غابات خنيفرة ذات التضاريس الوعرة، أو في محمية بوزنيقة وغابات منطقة زعير وعين عودة. في هذه «المصايد» يظهر ملك البلاد موهبته في مطاردة الخنازير والغزلان ومختلف أنواع الطرائد.
وسبق للملك محمد السادس أن قضى في فبراير من العام الماضي يوما للقنص بغابة «أيكروكة» بإقليم الحوز قرب مدينة مراكش، حيث مارس رياضته المفضلة، ولوحظ أن الطريق الذي يربط بين مراكش وورزازات، شهدت استنفارا أمنيا غير مسبوق، لتأمين الزيارة الملكية للمنطقة.
صحيح أن أي تحرك للموكب الملكي يتطلب استنفارا، لكن حين تكون الوجهة فضاء غابويا، فإن الاستنفار يتضاعف، بالرغم من أن عاهل البلاد أصبح يفضل الصيد غير بعيد عن عاصمة حكمه، وتحديدا بمحمية بوزنيقة التي كانت مكانا مفضلا لوالده أيضا، وتعرف بالغزلان وطائر الحجل والأرانب.
«عندما يرغب الملك في التوجه لرحلة قنص، فيومه يبدأ باكرا، وقد يبدأ مع الساعة العاشرة صباحا، وفي غالب الأحيان ما يكون يوم عمل، وفي أحايين أخرى يصادف عطل نهاية الأسبوع، حيث يبدأ الملك يومه بالإطلاع على أحوال الطقس لمعرفة التفاصيل الدقيقة للأرصاد الجوية، ففي هذه النقطة بالذات يجب التدقيق، هل سيكون اليوم ممطرا أو غائما أو مشمسا، خاصة وأن موسم القنص يصادف تقلبات جوية»، كما يجمع متتبعو رحلات القنص، فضلا عن وجود «لوجيستيك» متكامل ودقيق لرحلة تختلف كثيرا عن رحلات التدشين.
وكان محمد السادس قد تعلم أولى دروس القنص حين كان يرافق والده الحسن الثاني في رحلاته إلى جانب باقي الأمراء. لكن الفرق بين رحلات الملك الحالي ووالده كون محمد السادس يخصص الفترة الزمنية بكاملها لممارسة القنص، فيما ظل الحسن الثاني يتداول الشأن السياسي أثناء العملية، إذ غالبا ما يتداول أمور الدولة بحضور وزير الداخلية إدريس البصري الذي كان يتأبط ملفات حساسة ويناقشها في لحظة استراحة مع ملك سحب أصابعه من على الزناد.
عن يومية الأخبار
تعليقات
إرسال تعليق