عمر المسيوي
حتى لا تنسى الجزائر الرسمية، ان ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا دينيا وتاريخيا…وحتى عائليا، وأن جاركم لا زال يستشرف لمستقبل اقليمي، تمثل فيه الجزائر الشقيقة، رافعة مع المغرب لمستقبل شعوب البلدين….
حتى لا تنسى الجزائر الرسمية، ان محمد الخامس رفض نبش التراب الجزائري على حساب مصالح المغرب، إبان الاستقلال و ناضل بشكل مشترك مع الاخوة الجزائريين لنيل استقلالهم لجعل الرباط والجزائر عواصم متحدة وقوية افريقيا، عربيا وفي جنوب أوربا…
حتى لا تنسى الجزائر الرسمية، انها تدافع عن كيان وهمي، Made In Algeria، من أجل تقرير مصير الشعوب، ولم نسمعها قط تدافع عن استقلال الباسك والكاتالان مع انها اقرب جغرافيا للمرادية عن المحبس او الحوزة المغربية…
حتى لا تنسى الجزائر الرسمية، أنها طردت مئات آلاف من المغاربة من الجزائر ورمت بهم في الحدود المغربية في مسيرة « كحلة » كما تخيلها مهندسها، يوم عيد الأضحى المبارك وسلبت منهم املاكهم بطريقة مهينة ولا إنسانية…ولم يلاحقكم المغرب دوليا حيث انه فكر في مستقبل المطرودين وإعادة الاعتبار لهم، وتوظيفهم، ومنهم ولله الحمد من تبوأ مكانة كبيرة كالصحفية قائمة بلعوشي و آخرون…
حتى لا تنسى الجزائر الرسمية، ان المغرب غير منحصر في حوض الابيض المتوسط، بل هو منفتح على العالم من بوابة الأطلنطي تجعل منه مستقبلا : كاليفورنيا أفريقيا…وانه قطع الشك باليقين حين غلق على دميتكم البوليساريو ممر الكركرات…وانتهى معه حلم الاطلال على البحر…
حتى لا تنسى الجزائر الرسمية، اننا دولة غير ريعية، نتحرك بسيارات تكلفنا دولار للتر الواحد من الوقود، ولم نركع لقدر الطبيعة ورفعنا التحدي للاصطفاف، ولو رمزيا، مع الدول الصاعدة، اننا اليوم في مفترق الطرق، ويصنفنا الخبراء الاقتصاديين في مصاف دول ككوريا الجنوبية، وما عليكم الا ان تستنتجوا حالة جارتها الشمالية اليوم…
حتى لا تنسى الجزائر الرسمية، ان المغرب دولة أمة ضاربة في التاريخ، حتى في عز الدولة العثمانية، ولم تصنعها دولة اخرى…و لم نحشر انفنا يوما في استقلال القبايل ولا مشكل الهوية، وكنا دائما إلى جانب اخواننا الجزائريين بكل حزم ونكران ذات…
حتى لا تنسى الجزائر الرسمية، ان المغرب لم ينم، وأصبح قوة أفريقيا بإمكانيات محدودة، لكن بتخطيط مدروس ومتقن، حير حتى المحللين الاقتصاديين…من ميناء دولي بطنجة المتوسط، وطاقات متجددة ستمكن المغرب من اكتفاء ذاتي بحدود 40 % في أفق 2040…وصناعة سيارات و اجهزة الطائرات… وقمر اصطناعي محمد السادس يسبح في الفضاء…وها هو اليوم يزكي اختياراته (بدون رفيق درب طبيعي) في امتداده الإفريقي عبر طريق سريع حتى داكار بمباركة موريتانيا ويعززها بميناء دولي ثاني بالداخلة، منفتح على الأمريكتين…
حتى لا تنسى الجزائر الرسمية، ان موريتانيا اصبحت راشدة، وتستشرف المستقبل بعقل وترى في حدودها البرية مع المغرب خيار لا رجعة فيه…و ان المغرب يقظ عسكريا، ومتحالف دوليا…والدليل التدخل الرزين في الكركرات والذي صفق له العالم، ولم يعطي أي اهتمام لمحاولاتكم الدبلوماسية التي أصبحت خارج التاريخ…
وحتى لا تنسى الجزائر الشعبية، فإن الماضي لا يموت، و أن المغرب ملكا وشعبا يكنون كل الاحترام للشعب الجزائري الشقيق… والذي لخصه عاهل البلاد في رسالة تهنئة، عندما فاز المنتخب الجزائري في كأس أفريقيا، في جملة واحدة : « إن فوز الجزائر بكأس أفريقيا يعتبر بمثابة فوز المغرب »، انتهى كلام صاحب الجلالة.
تعليقات
إرسال تعليق